وروى عنه الشعبي وعبد الله بن عون وأيوب السختياني وقتادة، ومالك بن دينار، والأوزاعي، وغيرهم. وثقه أعلام المحدثين كأحمد بن حنبل، ويحيى بن معين، والعجلي، وابن سعد وقال: كانا ثقة مأمونا عاليا رفيعًا فقيها، إماما كثير العلم ورعًا. وكان مورق العجلي يقول: ما رأيت رجلًا أفقه في ورعه، ولا أورع في فقهه من محمد بن سيرين. أما أبو قلابة فكان يقول: اصرفوه حيث شئتم؛ فلتجدنَّه أشدكم ورعا، وأملككم لنفسه؟! وقد روى مسلم في مقدمة صحيحه وأبو نعيم في الحلية من حديث مخلد بن حسين، عن هشام بن حسان، عن محمد بن سيرين قوله: "إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم"؟! ورويا عقبه قول ابن سيرين: "لما يكونوا يسألون عن الإسناد فلما وقعت الفتنة؛ قالوا: سمُّوا لنا رجالكم فينظر إلى أهل السنة فيؤخذ حديثهم، وينظر إلى أهل البدع فلا يؤخذ حديثهم". ولعل هذا يشي بِتَهمُّم الرجل بفن نقد الرواية. ولم يكن ابن سيرين ذا بصر نافذ في نقد الحديث، وتعبير الرؤيا فحسب، وإنما كان كما أسند البخاري من حديث قريش بن أنس قال: "حلف عوف أنه لم ير أحدًا أعلم بكتاب الله ولا بطريق الجنة وطريق النار من الحسن ولم أر أحدًا أعلم بتجارة ولا بقضاء ولا بفرائض ولا بحساب من محمد؟! ". وكان ابن عون يقول: "كان محمد بن سيرين أرجى الناس لهذه الأمة، وأشدهم خوفًا عليها، ثم ذكر أنه في العراق، مع القاسم بن محمد في الحجاز، ورجاء بن حيوة في الشام كانوا يأتون بالحديث على وجهه". معدود في الطبقة الثالثة من أواسط التابعين. كانت وفاته تاسع شوال من سنة عشر ومائة بعد وفاة الحسن البصري بمائة يوم، وقبره بإزاء قبر الحسن بالبصرة مشهور يزار، كما قال ابن حبان وأضاف: وقد زرتهما غير مرة. راجع ترجمته في التاريخ الكبير للبخاري ١/ ١/ ٩٠ - ٩٢، والثقات لابن حبان ٥/ ٣٤٨ - ٣٤٩، وحلية الأولياء أبي نعيم ٢/ ٢٦٣ - ٢٨٢، ومقدمة صحيح مسلم ١/ ٨٤ (من النووي) والبداية والنهاية لابن كثير ٣/ ٢٦٧، ومشاهير علماء الأمصار لابن حبان ص ٨٨ ت ٦٤٣ تحت عنوان مشاهير التابعين بالبصرة وتهذيب التهذيب لابن حجر ٩/ ٢١٤ - ٢١٧، وتاريخ بغداد للخطيب البغدادي ٥/ ٣٣١ - ٣٣١، وتقريب التهذيب ٢/ ١٦٩ وتاريخ ابن معين ٢/ ٥٢٠/ ٥٢١ وتهذيب الكمال ٣/ ١٢٠٨ - ١٢٠٩. (١) إذا كان محمد بن سيرين من أشهر التابعين الذين أخذوا عن الصحابة أمثال ابن عباس وأبي هريرة وعائشة فإن أيوب هذا هو أيوب بن أبي تميمة السختياني من أتباع التابعين الذين أخذو العلم عن التابعين مثل ابن سيرين وأخته حفصة، وأبي قلابة، والقاسم بن محمد، وعكرمة مولى ابن عباس، وعطاء وغيرهم. روى عنه الأعمش وهو من أقرانه، وقتادة وهو من شيوخه وشعبة ىن الحجاج والحمادان والسفيانان ومالك وابن إسحاق وسعيد بن أبي عروبة وخلق كثير. والسَّختياني بفتح المهملة وسكون العجمة، ثم مثناة تحتانية وبعد الألف نون نسبة إلى عمل السختيان وبيعه وهو جلود الضأن. وذكر البخاري أنه رأى أَنسًا وسعيد بن جبير. وقال ابن حبان: قيل إنه سمع من أنس، ولا يصح ذلك عندي؛ ولذلك أدخلناه في هذه الطبقة، يقصد =