للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وابن مهدي (١)، .......................................................


= روى عنه الجماعة.
راجع ترجمته في الثقات لابن حبان ومشاهير علماء الأمصار ص ١٦١ - ١٦٢ ت ١٢٧٨ وتاريخ بغداد ١٤/ ١٣٥ - ١٤٤، وتهذيب التهذيب ١١/ ٢١٦ - ٢٢٠، وتاريخ الثقات لابن شاهين ص ٣٥٢ ت ١٥١٥ والتاريخ ليحيى بن معين ٢/ ٦٤٥/ ٦٤٨، وتقريب التهذيب ٢/ ٣٤٨ وشذرات الذهب ١/ ٣٥٥ وتذكرة الحفاظ ٢٩٨ - ٣٠٠، والجرح والتعديل المتقدمة ص ٢٣٢ - ٢٥١ وتهذيب الكمال ٣/ ١٤٩٨ - ١٥٠٠.
(١) هو عبد الرحمن بن مهدي بن حسان بن عبد الرحمن أبو سعيد العنبري وقيل كان مولى للأزد.
سمع الثوري، ومالكا وشعبة، والحمادين، وأبا عوانة، إبراهيم بن سعد، وسفيان بن عيينة، وعبد الله بن المبارك وغيرهم.
روى عنه ابن المبارك وهو من شيوخه، وعبد الله بن وهب، وعلي بن المديني، وأحمد بن حنبل، ويحيى بن معين، وأبو خيثمة، وإسحاق بن راهويه، وعبد الله وعثمان ابنا أبى شيبة، ويحيى بن يحيى وغيرهم.
وهو بصري قدم بغداد وحدث بها، وكان من الربانيين في العلم، وأحدَ المذكورين بالحفظ، وممن برع في معرفة الأثر وطرق الروايات، وأحوال الشيوخ.
كان في بدايته مفتونًا بالقصاص واتجه إلى الحديث بكلمة موحية مؤثرة يحكيها أبو عامر العقدي فيقول أنا كنت سبب [نبوغ] عبد الرحمن بن مهدي في الحديث، كان يتبع القصاص فقلت له: لا يحصل في يدك من هؤلاء شيء؟!.
ومن هنا أخذ طريقه في صناعة الحديث رواية ودراية ونقلا ونقدًا.
قال أبو عبد الله: أحمد بن حنبل: قدم علينا عبد الرحمن بن مهدي سنة ثمانين ومائة: وأبو بكر هنا يعني ابن عياش - وقد خضب وهو ابن خمس وأربعين سنة، وكنت أراه في مسجد الجامع، ثم قدم بعد فأتيناه ولزمناه وكتبت عنه ههنا نحوا من ستمائة: سبعمائة، وكان في سنة ثمانين يختلف إلى أبي بكر بن عياش. ويبدو أن التبادل العلمي بين ابن مهدي والقطان كان قائمًا، وأن كلا منهما أخذ عن الآخر. لقد مضى أن عبد الرحمن بن مهدي أخذ عن يحيى بن سعيد القطان وها نحن أولاءِ نقف على أخذ يحيى من عبد الرحمن؛ فقد أسند الخطيب في تاريخه عن صدقة بن الفضل قال: أتيت يحيى بن سعيد القطان أسأله عن شيء من الحديث فقال: الزم عبد الرحمن بن مهدي، وأفادني عنه أحاديث، فسألت عبد الرحمن بن مهدي عنها فحدثني لها.
وكان لأحمد بن حنبل دراسة تحليلية لشخصية أستاذه ابن مهدي تنم عن سعة الأفق، وبعد النظر؛ وصدق الفراسة، فقد سئل أبو عبد الله عن عبد الرحمن بن مهدي: أَكان كثير الحديث؟ فقال: قد سمع، ولم يكن بذلك الكثير جدًّا، كان الغالب عليه حديث سفيان، وكان يشتهي أن يسأل عن غيره من كثرة ما يسأل عنه فقيل له: ما كان يتفقه؟ قال: كان يتوسع في الفقه! كان أوسع فيه من يحيى، كان يحيى يميل إلى قول الكوفيين وكان عبد الرحمن يذهب إلى بعض مذاهب الحديث، وإلى رأي المدنيين، فذكر لأبي عبد الله عن إنسان أنه يحكى عنه القدر؟ قال: ويحل له أن يقول هذا؟ هو سمع منه؟ ثم قال: يجيء إلى إمام من أئمة المسلمين يتكلم فيه؟ وقيل لأبي عبد الله: كان عبد الرحمن حافظًا؟ فقال: [كان] حافظًا وكان يتوقى كثيرًا، وكان يحب أن يحدث باللفظ".
وكما ترى فهذا تحليل دقيق ينبئ عن جوانب كثيرة من شخصية عبد الرحمن بن مهدي محدثا وفقيها مع عقيدة سليمة وتواضع جم!
أما الشافعي فقال عنه: لا أعرف له نظيرًا في الدنيا، وله كتب الرسالة، وهي من أجل كتب الشافعي، =

<<  <  ج: ص:  >  >>