للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ولكن هذه الرواية تعارض رواية يحيى بن سعيد الأنصاري، عن بُشَير بن يسار، عن سهل بن أبي حثمة، فذكر قصة القتيل وقال: فيه فذكروا لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، مقتل عبد الله بن سهل فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "يقسم خمسون منكم على رجل منهم فيُدْفَعُ بِرُمَّتِهِ".

وهذه هي الرواية المشهورة الثابتة المخرجة بلفظها بكمالها في الصحيحين (١).

• وقد ذكر الأئمة الحفاظ أن رواية يحيى بن سعيد أصح من رواية سعيد بن عبيد الطائى؛ فإنه أجل وأحفظ وأعلم، وهو من أهل المدينة، وهو أعلم بحديثهم من الكوفيين.

وقد ذُكر للإمام أحمد مخالفةُ سعيد بن عبيد ليحيى بن سعيد في هذا الحديث، فنفض يده وقال: ذاك ليس بشيء؛ رواه على ما يقول الكوفيون، وقال: أذهبُ إلى حديث المدنيين يحيى بن سعيد.

وقال النسائي لا نعلم أحد تابع سعيدَ بنَ عبيد على روايته، عن بُشَير بن يسَار.

وقال مسلم في كتاب التمييز (٢) لم يحفظه سعيد بن عبيد على وجهه، لأن جميع الأخبار فيها سؤال النبي صلى الله عليه وآله وسلم إياهم قسامة خمسين يمينًا، وليس في شيء من أخبارهم أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم سألهم البينة، وترك سعيد: القسامة، وتواطؤُ الأخبار بخلافه يقضى عليه بالغلط.

وقد خالفه يحيى بن سعيد.

وقال ابن عبد البر (٣) في رواية سعيد بن عبيد: هذه رواية أهل العراق، عن بُشَير بن يسار، ورواية أهل المدينة عنه أثبت، وهم به أقعد، ونقلهم أصح عند أهل العلم.

* * *

• قلت: وسعيد بن عبيد اختصر قصة القسامة وهي محفوظة في الحديث، وقد خرّج النَّسَائيُّ من حديث عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده: أن (٤) النبي صلى الله


(١) البخاري في: ٥٣ - كتاب الصلح: ٧ - باب الصلح مع المشركين ٥/ ٣٠٥ ح ٢٧٠٢ وفي: ٥٨ - كتاب الجزية والموادعة: ١٢ - باب الموادعة والمصالحة مع المشركين بالمال وغيره، وإثم من لم يف بالعهد وقوله {وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا} ٦/ ٢٧٥ ح ٣١٧٣ وفى: ٧٨ - كتاب الأدب: ٨٩ - باب إكرام الكبير ويبدأ الأكبر بالكلام والسؤال ١٠/ ٥٣٥ - ٥٣٦ ح ٦٣٤٣، ومسلم في صحيحه: ٢٨ - كتاب القسامة والمحاربين والقصاص والديات: ١ - باب القسامة ٣/ ١٢٩١ - ١٢٩٤ ح ١ - (١٦٦٩)، ٢، ٣، ٤.
(٢) ص ١٤٤ - ١٤٦.
(٣) في التمهيد ٢٣/ ٢٠٩.
(٤) م: "عن".

<<  <  ج: ص:  >  >>