للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

والأولون: منهم من حمل العذاب على الحبس، وقالوا: إن لم تلاعن، حُبِسَتْ حتى تُقِرَّ أو تلاعن.

وفيه نظر، ولو ادعت امرأة على رجل بأنه أستكرهها على الزنا، فالجمهور على أنه لا يثبت بدعواها عليه شيء.

• وقال أشهب من المالكية لها الصداق بيمينها.

وقال غيره منهم: لها الصداق بغير يمين.

هذا كله إذا كانت ذات قدر، وادعت ذلك على متهم تليق به الدعوى.

وإن كان المرمي بذلك من أهل الصلاح؛ ففي حدها للقذف عن مالك: روايتان.

وقد كان شريح وإياس بن معاوية يحكمان في الأموال المتنازَع فيها بمجرد القرائن الدالة على صدق أحد المتداعيين.

وقضى شريح في أولاد هرة تداعاها امرأتان كل منهما تقول هي ولد هرتي قال شريجع ألقها مع هذه فإن هي قرت ودرت واسبطرت (١) فهي لها، وإن هي فرت وهرّت وأزبأرّت فليس لها.

• قال ابن قتيبة: قوله اسبطرت؛ يريد امتدت للإرضاع وازبأرَّت؛ اقشعرت وتنفشت (٢).

وكان يقضي بنحو ذلك أبو بكر الشامي من الشافعية.

ورجح قولَه ابنُ عقيل من أصحابنا.

• وقد روي عن الشافعي وأحمد: استحسان (٣) قول القافَة (٤) في سرقة الأموال والأخذ بذلك.

ونقل ابن منصور عن أحمد؛ إذا قال صاحبُ الزرع: أفسدت غنُمك زرعي بالليل يُنظَر في الأثر؛ فإن لم يكن أثر غنمه في الزرع؛ لابد لصاحب الزرع من أن يجيء بالبينة.


(١) اسبطر: اضطجع وامتد، واسبطرت الذبيحة امتدت للموت، وفي السير: أسرع، والبلاد: استقامت معجم ١/ ٤١٥.
(٢) ازبأرّ الشعر: انتفش والنبات والوبر: طلعا ونبتا، والرجل تهيأ للشر المعجم الوسيط ١/ ٧٨٨. وقول ابن قتيبة في غريب الحديث ٢/ ٥٠٧.
(٣) م: "السختياني" وهو تحريف.
(٤) بفتح الفاء المخففة: جمع قائف: من يتتبع الأثر ويعرفه؛ قاموس: الفاء فصل القاف ص ١٠٩٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>