للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فصل

وكان - صلى الله عليه وسلم - إذا دخل على أهله ربَّما سألهم: هل عندهم (١) طعامٌ؟ (٢) وما عاب طعامًا قطُّ، بل كان إذا اشتهاه أكله، وإن كرهه تركَه وسكت (٣). وربَّما قال: «أجِدُني أَعافُه، إنِّي لا أشتهيه» (٤).

وكان يمدح الطَّعام أحيانًا، كقوله لمَّا سأل أهله عن الأُدْم، فقالوا: ما عندنا إلا خلٌّ، فجعل يأكل منه ويقول: «نعمَ الأُدْم الخلُّ» (٥). وليس في هذا تفضيلٌ (٦) له على اللَّبن واللَّحم والعسل والمَرَق، وإنَّما هو مدحٌ له في تلك الحال الَّتي حضر فيها، ولو حضر (٧) لحمٌ أو لبنٌ لكان أولى بالمدح منه، فقال هذا جبرًا وتطييبًا لقلب من قدَّمه، لا تفضيلًا له على سائر أنواع الأُدْم (٨).

وكان إذا قُرِّب إليه طعامٌ وهو صائمٌ قال: «إنِّي صائمٌ» (٩)، وأمر من قرِّب إليه الطَّعام وهو صائمٌ أن يصلِّي أي يدعو لمن قدَّمه، وإن كان مفطرًا أن يأكل


(١) ب، مب: «عندكم». والمثبت من بقية النسخ.
(٢) رواه مسلم (١٠٧٦) من حديث أم عطية - رضي الله عنها -. وقد تقدم.
(٣) رواه البخاري (٥٤٠٩) ومسلم (٢٠٦٤/ ١٨٧) من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -.
(٤) رواه البخاري (٥٥٣٧) ومسلم (١٩٤٥) من حديث ابن عباس - رضي الله عنهما -.
(٥) رواه مسلم (٢٠٥٢/ ١٦٦) من حديث جابر - رضي الله عنه -.
(٦) ج: «تفضيلا».
(٧) ص: «حضر فيها».
(٨) ق: «الإدام».
(٩) رواه البخاري (١٩٨٢) من حديث أنس - رضي الله عنه -.