للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فصل

في هديه - صلى الله عليه وسلم - في حفظ المنطق واختيار الألفاظ

كان يتخيَّر في خطابه، ويختار لأمَّته أحسنَ الألفاظ وأجملَها وألطفَها، وأبعدَها من ألفاظ أهل الجفاء والغِلْظة والفُحش (١)، فلم يكن فاحشًا ولا متفحِّشًا ولا صخَّابًا ولا فظًّا.

وكان يكره أن يستعمل اللَّفظ الشَّريف المَصُون في حقِّ من ليس كذلك، وأن يستعمل اللَّفظ المَهِين المكروه في حقِّ من ليس من أهله.

فمن الأوَّل: منعُه أن يقال للمنافق: «يا سيِّدنا» (٢) وقال: «فإنْ يَكُ (٣) سيِّدًا فقد أسخطتم (٤) ربَّكم عزَّ وجلَّ» (٥)، ومنْعُه أن يُسمَّى شجر العنب كَرْمًا (٦)، ومنْعُه تسمية أبي جهل بأبي الحَكَم (٧)، وكذلك تغييره لاسم أبي


(١) «والفحش» ليس في ص.
(٢) ج: «سيد» بدل «يا سيدنا».
(٣) ق، ب: «فإن لم يك». وهو خطأ مخالف للرواية.
(٤) ق، ب، ص، مب: «أغضبتم». والمثبت من بقية النسخ موافق للرواية.
(٥) رواه أحمد (٢٢٩٣٩) والبخاري في «الأدب المفرد» (٧٦٠) وأبو داود (٤٩٧٧) والنسائي في «السنن الكبرى» (١٠٠٠٢) من حديث بريدة - رضي الله عنه -. والحديث صححه النووي في «الأذكار» ت الأرنؤوط (ص ٣٦٢) والعراقي في «تخريج الإحياء» (ص ١٠٥٦) والمنذري في «الترغيب والترهيب» (٤٤٣٣) والألباني في «السلسلة الصحيحة» (٣٧١).
(٦) تقدم تخريجه.
(٧) لم أجد ما يدل على المنع سوى أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يكنيه أبا جهلٍ ومن الأمثلة على ذلك قوله - صلى الله عليه وسلم -: «من ينظر ما صنع أبو جهل»، رواه البخاري (٤٠٢٠) ومسلم (١٨٠٠) من حديث أنس - رضي الله عنه -. قال ابن عبد البر في «الاستيعاب» (٣/ ١٠٨٢): «كان أبو جهل يكنى أبا الحكم، فكناه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أبا جهل، فذهبت».