للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ويذكر عن ابن عبَّاسٍ أنَّ أعرابيًّا جاء إلى النبي (١) - صلى الله عليه وسلم -، فقال له (٢): ما أسأل الله بعد الصَّلوات الخمس؟ فقال: «سل الله العافية». فأعاد عليه، فقال له في الثَّالثة: «سل الله العافية في الدُّنيا والآخرة» (٣).

وإذا كان هذا شأن العافية والصِّحَّة، فنذكر من هديه - صلى الله عليه وسلم - في مراعاة هذه الأمور ما يتبيَّن لمن نظَر فيه أنَّه أكمل هديٍ على الإطلاق، ينال به حفظ صحَّة البدن والقلب وحياة الدُّنيا والآخرة. والله المستعان، وعليه التُّكلان، ولا حول ولا قوَّة إلا باللَّه.

فصل

فأمَّا المطعم والمشرب، فلم يكن من عادته - صلى الله عليه وسلم - حبسُ النَّفس على نوعٍ واحدٍ من الأغذية، لا يتعدَّاه إلى ما سواه، فإنَّ ذلك يضرُّ بالطَّبيعة جدًّا وقد


(١) ن: «رسول الله»، وفي مصادر النقل والتخريج كما أثبت من الأصل وغيره.
(٢) «له» ساقط من س.
(٣) كتاب الحموي (ص ٢٣٠). وقد أخرجه السَّرَّاج في «حديثه» (١٣١٤، ١٩١٣) وفي «مسنده» (٨٦١) من طريق إسرائيل، عن أبي يحيى، عن مجاهد، عن ابن عبَّاس به. وهذا إسناد ضعيف؛ فيه أبو يحيى وهو القتَّات الكوفيُّ، قال أحمد كما في «الجرح والتَّعديل» (٣/ ٤٣٣): «روى عنه إسرائيل أحاديث كثيرةً مناكير جدًّا».