للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وهمٌ فإنَّ الوسمة غير الكتَم. قال صاحب «الصِّحاح» (١): الكتَم بالتَّحريك: نبتٌ يُخْلَط بالوَسِمة (٢) يختضب به.

قيل: والوَسْمة نباتٌ له ورقٌ طويلٌ يضرب لونه إلى الزُّرقة، أكبر من ورق الخِلاف، يُشبه ورقَ اللُّوبيا وأكبر منه، يؤتى به من الحجاز واليمن.

فإن قيل: فقد ثبت في الصَّحيح عن أنس أنَّه قال: لم يختضب النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم - (٣).

قيل: قد أجاب أحمد بن حنبلٍ عن هذا، وقال: قد شهد به غير أنس على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنَّه خضب، وليس من شهد بمنزلة من لم يشهد (٤). فأحمد أثبت خضابَ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - ومعه جماعةٌ من المحدِّثين. ومالك أنكره (٥).

فإن قيل: قد ثبت في «صحيح مسلم» (٦) النَّهيُ عن الخضاب بالسَّواد في


(١) في مادة كتم (٥/ ٢٠١٩)، والنقل من كتاب الحموي (ص ٤٢٨).
(٢) ضبطها صاحب «الصحاح» في مادة (وسم) بكسر السين، وقال: «وتسكينها لغة».
(٣) أخرجه البخاري (٥٨٩٥) ومسلم (٢٣٤١).
(٤) ذكره الخلال في «الوقوف والترجُّل» (ص ١٣٢، ١٣٣) من رواية عبد الملك. والإيراد والجواب كلاهما منقول من كتاب الحموي (ص ٤٣٠)، والمختار في الجواب عنده: «أنه - صلى الله عليه وسلم - صبغ في وقت، وترك في معظم الأوقات، فأخبر كلٌّ بما رأى، وهو صادق».
(٥) انظر: «الجامع في السنن والآداب» لابن أبي زيد القيرواني (ص ٢٠٦).
(٦) برقم (٢١٠٢).