للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

هدر وهو لمن أخذه، كما قال في صلح أهل أيلة: «فمن أحدث منهم حدثًا فإنه لا يحول ماله دون نفسه، وهو لمن أخذه من الناس»، وهذا لأنه بالإحداث صار محاربًا حكمُه حكم أهل الحرب

فصل

ومنها: جواز الدفن بالليل كما دفن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذا البجادين ليلًا. وقد سئل أحمد عنه فقال (١): وما بأس بذلك، وقال: أبو بكر دُفِن ليلًا، وعلي دَفَن فاطمة ليلًا (٢)، وقالت عائشة: سمعنا صوت المساحي من آخر الليل في دفن النبي - صلى الله عليه وسلم - (٣). انتهى. ودُفِن عثمان وعائشة وابن مسعود ليلًا (٤).

وفي الترمذي (٥) عن ابن عباس أن النبي - صلى الله عليه وسلم - دخل قبرًا ليلًا فأُسرج له سراج، فأخذ (٦) من قِبَل القبلة وقال: «رحمك الله، إن كنت لأوَّاهًا تلَّاءً للقرآن». قال الترمذي: حديث حسن.


(١) كما في «المغني» (٣/ ٥٠٣).
(٢) الأثرين أخرجهما البخاري (١٣٨٧، ٤٢٤٠).
(٣) أخرجه أحمد (٢٤٣٣٣، ٢٦٣٤٩) وعبد الرزاق (٦٥٥١).
(٤) انظر: «مصنف ابن أبي شيبة» (١١٩٥٢، ١١٩٥٥) و «طبقات ابن سعد» (٣/ ٧٣ - ٧٤، ١٠/ ٧٥ - ٧٦) و «الأوسط» لابن المنذر (٥/ ٥١٠ - ٥١١).
(٥) برقم (١٠٥٧). وأخرجه أيضًا الطبراني في «الكبير» (١١/ ١٤١) والبيهقي في «سننه» (٤/ ٥٥) بإسناد ضعيف كما قال البيهقي. وحسَّن الترمذي الحديث، وذلك ــ والله أعلم ــ لشواهده، منها حديث جابر، أشار إليه الترمذي بقوله: وفي الباب، وأخرجه أبو داود (٣١٦٤) والحاكم (١/ ٣٦٨) بنحو حديث ابن عباس، وإسناده لا بأس به في المتابعات والشواهد.
(٦) لفظ الترمذي: «أخذه».