للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فصل

في سياق مغازيه وبعوثه على وجه الاختصار (١)

وكان أولُ لواءٍ عقده رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لحمزة بن عبد المطلب في شهر رمضان على رأس سبعةِ أشهرٍ من مُهاجَره، وكان لواءً أبيض، وكان حامله أبا مَرْثَدٍ كَنَّاز بن الحُصَين الغَنَوي حليفَ حمزة، وبعثه في ثلاثين رجلًا من المهاجرين خاصةً يعترض عِيرًا لقريش جاءت من الشام، وفيها أبو جهل بن هشام في ثلاثمائة رجل، فبلغوا سِيفَ البحر (٢) من ناحية العِيص (٣) فالتقوا واصطفوا للقتال، فمشى مَجْديُّ بن عمرٍو الجُهَني ــ وكان حليفًا للفريقين جميعًا ــ بين هؤلاء وهؤلاء حتى حجز بينهم ولم يقتتلوا (٤).

فصل

ثم بعث عُبَيدة بن الحارث بن عبد المُطَّلِب (٥) في سرية إلى بطن رابغٍ


(١) قد صَدَر المؤلف في الفصول الآتية إلى آخر فصل غزوة العشيراء من «السيرة النبوية» للدمياطي (ق ٧٨ - ٧٩)، وهو قد نقلها من «طبقات ابن سعد» بتصرف يسير.
(٢) أي: ساحله.
(٣) العيص وادٍ لجُهينة في شمال غرب المدينة، وهو اليوم محافظة تابعة لمنطقة المدينة المنورة، وفيها عدّة قرى.
(٤) «طبقات ابن سعد» (٢/ ٦) من رواية موسى بن عقبة وابن إسحاق والواقدي؛ دخل حديث بعضهم في بعض. وانظر: «سيرة ابن هشام» (١/ ٥٩٥) و «مغازي الواقدي» (١/ ٩) و «الدلائل» للبيهقي (٣/ ٨ - ١٠).
(٥) كذا في الأصول، وهو وهمٌ، والصواب: «بن المطلب» أي: ابن عبد مناف، فهو في طبقة والد النبي - صلى الله عليه وسلم - من حيث النسب، وكان أسنَّ من النبي - صلى الله عليه وسلم -. انظر: «السير» (١/ ٢٥٦) و «الإصابة» (٧/ ٥٥).