للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

عدس (١): قد ورد فيه أحاديث كلُّها باطلةٌ على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، لم يقل شيئًا منها، كحديث: «إنَّه قدَّس فيه سبعون (٢) نبيًّا» (٣)، وحديث: «إنَّه يُرِقُّ القلب ويُغْزر الدَّمعة، وإنَّه مأكول الصَّالحين» (٤). وأرفع شيءٍ جاء فيه وأصحُّه: أنَّه شهوة اليهود (٥) الَّتي قدَّموها على المنِّ والسَّلوى، وهو قرين الثُّوم والبصل في الذِّكر (٦).

وطبعه طبع الموت (٧)، باردٌ يابسٌ! وفيه قوَّتان متضادَّتان: إحداهما تعقل الطَّبيعة. والأخرى تُطلقها. وقشره حارٌّ يابسٌ في الثَّالثة. حِرِّيفٌ، مُطْلِقٌ للبطن. وترياقه في قشره. ولهذا كان صحاحه أنفع من مطحونه وأخفَّ على المعدة وأقلَّ ضررًا، فإنَّ لبَّه بطيء الهضم لبرودته ويبوسته، وهو مولِّدٌ


(١) كتاب الحموي (ص ٥٢٢ - ٥٢٣). ويظهر أن المؤلف رجع أيضًا إلى «منهاج ابن جزلة» (ص ٥٨٦) أو كتاب آخر.
(٢) كذا في جميع النسخ والطبعات القديمة و «المنار المنيف» (ص ٣٨). وقد غيَّره الفقي إلى «قُدِّس على لسان سبعين» كما في الحديث الآتي. وفي «الآثار المروية في الأطعمة السَّريَّة» لابن بشكوال (٤٢) وغيره من مصادر التخريج: «بارك فيه سبعون نبيًّا».
(٣) ينظر: «الموضوعات» (٢/ ٢٩٤ - ٢٩٥)، و «اللَّآلئ المصنوعة» (٢/ ١٧٩ - ١٨٠)، و «تنزيه الشَّريعة» (٢/ ٢٤٣ - ٢٤٤)، و «السِّلسلة الضَّعيفة» (٤٠، ٥١٠).
(٤) ينظر: المراجع السَّابقة.
(٥) ينظر: «الأسرار المرفوعة» (ص ٤٢٧)، و «كشف الخفاء» (٢/ ٩٢)، و «اللُّؤلؤ المرصوع» (ص ١٢٣).
(٦) وانظر: «المنار المنيف» (ص ٣٨ - ٣٩).
(٧) في النسخ المطبوعة: «المؤنث»، تحريف. وفي «الآداب الشرعية» (٣/ ١٥٧) كما أثبت على الصواب، وصاحبه صادر عن كتابنا. وانظر ما سبق في الرطب والعنب أن طبعهما طبع الحياة.