للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الناس أحسابًا وأحسنه (١) وجوهًا وخير الناس فعلًا، ثم كان أولَ الخلق إجابةً واستَجابَ (٢) لله حين دعاه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نحن، فنحن أنصار الله ووُزَراء رسول الله نقاتل الناس حتى يؤمنوا، فمن آمن بالله ورسوله مَنَع مالَه ودمَه، ومن نكث جاهدناه في الله أبدًا وكان قتلُه علينا يسيرًا، أقول هذا وأستغفر الله (٣) للمؤمنين والمؤمنات، والسلام عليكم».

ثم ذكر قيام الزبرقان وإنشادَه وجوابَ حسَّانٍ له بالأبيات المتقدمة، فلما فرغ حسان من قوله قال الأقرع: إن هذا الرجلَ خطيبُه أخطبُ مِن خطيبنا، وشاعره أشعر من شاعرنا، وأقوالهم أعلى من أقوالنا (٤)، ثم أجازهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأحسن جوائزهم.

فصل

ذكر سرية قُطبة بن عامر بن حَدِيدة إلى خَثْعَمَ

وكانت في صفر سنة تسع قال ابن سعد (٥): قالوا: بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم -


(١) كذا في الأصول، والوجه: «أحسنهم» كما في «الدلائل». وفي «السيرة»: «أحسن الناس».
(٢) المطبوع: «استِجابةً» خلافًا للأصول و «السيرة» و «الدلائل».
(٣) زِيد بعده في النسخ المطبوعة: «العظيم» وليس في شيء من الأصول ولا في مصدر النقل.
(٤) كذا في الأصول، والذي في مطبوعة: «الدلائل»: «وأصواتهم أعلى من أصواتنا»، وبنحوه في «سيرة ابن هشام» وقد سبق قريبًا.
(٥) في «الطبقات» (٢/ ١٤٨) ــ والنقل من «عيون الأثر» (٢/ ٢٠٦) ــ، وأخرجه شيخه الواقدي في «مغازيه» (٢/ ٧٥٤) بإسناده عن عبد الرحمن بن مالك بن كعب مرسلًا، إلا أن إسناده تالف فيه راويان متروكان.