للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

ويذكر عن علي: من تركه أربعين ليلةً ساء خلقه (١).

وأمَّا حديث عائشة الذي رواه أبو داود (٢) مرفوعًا: «لا تقطعوا اللَّحم بالسِّكِّين فإنَّه من صنيع (٣) الأعاجم، وانهَشوه نهشًا (٤) فإنَّه أهنأ وأمرأ» فردَّه الإمام أحمد بما صحَّ عنه - صلى الله عليه وسلم - من قطعه بالسِّكِّين في حديثين، وقد تقدَّما (٥).

واللَّحم أجناسٌ (٦) باختلاف أصوله وطبائعه، فنذكر حكم كلِّ جنسٍ وطبعه ومنفعته ومضرَّته.

لحم الضَّأن (٧): حارٌّ في الثَّانية، رطبٌ في الأولى. جيِّدُه: الحوليُّ، يولِّد الدَّم المحمود القويَّ لمن جاد هضمُه. يصلح لأصحاب الأمزجة الباردة والمعتدلة، ولأهل الرِّياضات التَّامَّة في المواضع والفصول الباردة، نافعٌ لأصحاب المِرَّة السَّوداء، يقوِّي الذِّهن والحفظ. ولحم الهرم والعجيف رديٌّ. وكذلك لحم النِّعاج.


(١) أخرجه أبو نعيم في «الطب النبوي» (٨٥٤، ٨٥٥).
(٢) برقم (٣٧٧٨). وقد تقدَّم تخريجه.
(٣) ز، س: «صنع».
(٤) في طبعة الرسالة: «وانهسوه» بالسين المهملة، وإسقاط «نهشًا» ليوافق المتن ما ورد في «السنن». والمصنف صادر عن كتاب الحموي.
(٥) يعني: حديث عمرو بن أميَّة: «كان النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم - يحتزُّ من لحم الشَّاة»، وحديث المغيرة أنَّه لمَّا أضافه أمرَ بجنبٍ فشوي، ثمَّ أخذ الشَّفرة فجعل يحزُّ. وقد تقدَّم تخريجهما.
(٦) في النسخ المطبوعة بعده زيادة: «يختلف».
(٧) كتاب الحموي (ص ٤٦١ - ٤٦٣).