للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الثَّانية: أنَّ فيه أيضًا سهل بن معاذ (١)، وهو كذلك.

الثَّالثة: أنَّ سعيد بن أبي مريم أحد رواته لم يجزم بالرِّواية، بل قال: أظنُّ أنِّي سمعت نافع بن يزيد.

وأضعف من هذا الحديثُ الآخر عن أنس: كان رجلٌ يمرُّ بالنبيِّ - صلى الله عليه وسلم - فيقول: السَّلام عليك يا رسول اللَّه، فيقول له النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - (٢): «وعليك السَّلام ورحمة الله وبركاته ومغفرته ورضوانه»، فقيل له: يا رسول الله، تُسلِّم على هذا سلامًا ما تُسلِّمه على أحدٍ من أصحابك؟ قال: «وما يمنعني من ذلك وهو ينصرف بأجر بضعة عشر رجلًا»، وكان يرعى على أصحابه (٣).

فصل

وكان من هديه أن يسلِّم ثلاثًا كما في «صحيح البخاريِّ» (٤) عن أنس قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا تكلَّم بكلمةٍ أعادها ثلاثًا حتَّى تُفْهَم عنه، وإذا أتى على قومٍ فسلَّم عليهم سلَّم عليهم ثلاثًا.

ولعلَّ هذا كان هديَه في السَّلام على الجمع الكثير الذين لا يبلغهم سلامٌ واحدٌ، أو هديه في إسماع السَّلام الثَّاني والثَّالث، إذا ظنَّ أنَّ الأوَّل لم يحصل به الإسماع، كما سلَّم لمَّا انتهى إلى منزل سعد بن عبادة ثلاثًا، فلمَّا لم يجبه


(١) انظر: «تهذيب الكمال» (١٢/ ٢٠٨).
(٢) «له النبي - صلى الله عليه وسلم -» ليست في ك.
(٣) رواه ابن السني (٢٣٥) وأعله ابن حجر بنوح بن ذكوان ويوسف بن أبي كثير وبقية بن الوليد. انظر: «الفتوحات الربانية» لابن علان (٥/ ٢٩٢).
(٤) برقم (٩٥).