للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أوفى: أدَخلَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - في عمرته البيت؟ قال: لا.

وقالت عائشة (١): خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من عندي وهو قرير العين طيِّب النَّفس، ثمَّ رجع إليَّ وهو حزين القلب، فقلت: يا رسول اللَّه، خرجت من عندي وأنت كذا وكذا. فقال: «إنِّي دخلتُ الكعبة، ووددتُ أنِّي لم أكن فعلتُ، إنِّي أخاف أن أكون قد أتعبتُ أمَّتي من بعدي». فهذا ليس فيه أنَّه كان في (٢) حجَّته، بل إذا تأمَّلته حقَّ التَّأمُّل أطلعك التَّأمُّل على أنَّه كان في غزاة الفتح، والله أعلم.

وسألته عائشة أن تدخل البيت، فأمرها أن تصلِّي في الحِجْر ركعتين (٣).

فصل

وأمَّا المسألة الثَّانية: وهي وقوفه في الملتزم، فالَّذي رُوي عنه أنَّه فعله يوم الفتح، ففي «سنن أبي داود» (٤) عن عبد الرحمن بن صفوان (٥) قال: لمَّا فتح رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مكَّة انطلقتُ، فرأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد خرج من الكعبة


(١) رواه أبو داود (٢٠٢٩) والترمذي (٨٧٣) وابن ماجه (٣٠٦٤)، وفي إسناده إسماعيل بن عبد الملك بن أبي الصفير متكلم فيه. انظر: «ضعيف أبي داود - الأم» (٢/ ١٩٤) و «السلسلة الضعيفة» (٣٣٤٦).
(٢) في المطبوع: «فيه» خلاف النسخ.
(٣) أخرجه أحمد (٢٤٦١٦) وأبو داود (٢٠٢٨) والترمذي (٨٧٦) والنسائي (٢٩١٢) من حديث عائشة - رضي الله عنها -. وصححه الترمذي وابن خزيمة (٣٠١٨).
(٤) برقم (١٨٩٨)، وفي إسناده يزيد بن أبي زياد متكلم فيه. وانظر: «ضعيف أبي داود - الأم» (٢/ ١٧١).
(٥) في المطبوع: «أبي صفوان»، خطأ.