للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الأولى بأحقَّ من الآخرة» (١).

وذكر أبو داود (٢) عنه: «إذا لقي أحدُكم صاحبَه فلْيُسَلِّم عليه، فإن حال بينهما شجرةٌ أو جِدارٌ ثمَّ لقيه فليسلِّم عليه أيضًا».

وقال أنس: كان أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يتماشَون، فإذا لَقِيَتْهم شجرةٌ أو أَكَمةٌ (٣) تفرَّقوا يمينًا وشمالًا، وإذا التقَوا من ورائها سلَّم بعضُهم على بعضٍ (٤).

ومن هديه أنَّ الدَّاخل إلى المسجد يبتدئ بركعتين تحيَّة المسجد، ثمَّ يجيء فيسلِّم على القوم، فتكون تحيَّة المسجد قبل تحيَّة أهله، فإنَّ تلك حقٌّ لله، والسَّلام على الخلق (٥) هو (٦) حقٌّ لهم، وحقُّ الله في مثل هذا أولى بالتَّقديم بخلاف الحقوق الماليَّة، فإنَّ فيها نزاعًا معروفًا، والفرق بينهما حاجة الآدميِّ وعدم اتِّساع الحقِّ الماليِّ لأداء الحقَّين، بخلاف السَّلام.


(١) رواه أحمد (٧١٤٢) وأبو داود (٥٢٠٨) والترمذي (٢٧٠٦) من حديث أبي هريرة- رضي الله عنه -، والحديث حسنه الترمذي، وصححه ابن حبان (٤٩٤) والألباني في «السلسلة الصحيحة» (١٨٣).
(٢) برقم (٥٢٠٠) من حديث أبي هريرة- رضي الله عنه -، والحديث صحيح، انظر: «السلسلة الصحيحة» (١٨٦).
(٣) الأكمة: التلّ أو الموضع يكون أشدَّ ارتفاعًا مما حوله.
(٤) رواه البخاري في «الأدب المفرد» (١٠١١) والطحاوي في «شرح مشكل الآثار» (١٣/ ١٥٥) وابن السني في «عمل اليوم والليلة» (٢٤٥). وهو حديث صحيح.
(٥) ص، ج: «الجلوس».
(٦) «هو» ليست في ص، ج.