للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ} [يوسف: ٩٢].

فأنشده أبو سفيان أبياتًا منها:

لعمرك إني حين أحمل رايةً ... لتغلب خيلُ اللات خيلَ محمد

لكالمُدلج الحيران أَظلم ليلُه ... فهذا أواني حين أُهدى فأهتدي

هدانيَ هاد غير نفسي ودلني ... على الله من طَردتُه كل مَطْرَدِ (١)

فضرب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صدره وقال: «أنت طرَدتني كل مَطْرَدٍ؟!» (٢).

وحَسُن إسلامه بعد ذلك.

ويقال: إنه ما رفع رأسه إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - منذ أسلم حياءً منه. وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يُحبُّه، وشهد له بالجنة، وقال: «أرجو أن تكون (٣) خلفًا من


(١) كذا في الأصول وفاقًا لـ «عيون الأثر». وفي المطبوع: «طرَّدتُ كلَّ مُطَرَّدِ»، وهو كذلك في عامّة المصادر.
(٢) زاد الواقدي: «بل الله طردك كلَّ مَطرد». «المغازي» (٢/ ٨١١).

والحديث ذكره ابن إسحاق ــ كما في «سيرة ابن هشام» (٢/ ٤٠١) ــ والواقدي معلّقًا بلا إسناد. ووقع الحديث في «مستدرك الحاكم» (٣/ ٤٣ - ٤٤) مسندًا من طريق ابن إسحاق عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن ابن عباس. والظاهر أنه وهم من بعض الرواة على ابن إسحاق حيث أدرج المعلّق في المسند، فإن الذي أسنده ابن إسحاق بهذا الإسناد هو أن النبي - صلى الله عليه وسلم - استخلف على المدينة أبا رهم وخرج لعشر مضَين من رمضان فصام وصام الناس معه حتى إذا كان بالكَدِيد أفطر، وأما ما ذكره ابن إسحاق بعد ذلك من قصة إسلام أبي سفيان بن الحارث فليس مسندًا بالإسناد السابق، بل هو معلق. وقد فصل وميَّز بينهما ابنُ هشام في «سيرته» وأبو نعيم في «معرفة الصحابة» (٦٢٣١).
(٣) النقط من ص. وفي ن، المطبوع: «يكون».