للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقيل: كان ابتداء المبعث في شهر رجب.

وكمَّل الله له من الوحي مراتب عديدةً:

أحدها (١): الرؤيا الصادقة، وكانت مبدأ وحيه - صلى الله عليه وسلم -، فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح (٢).

المرتبة الثانية: ما كان يلقيه الملك في رُوعه وقلبه (٣) من غير أن يراه، كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «إنَّ روحَ القدس نفَث في رُوعي أنه لن تموت نفس حتى تستكمل رزقها، فاتقوا الله وأجمِلوا في الطلب. ولا يحملنَّكم استبطاءُ الرزق على أن تطلبوه بمعصية الله، فإنَّ ما عند الله لا يُنال إلا بطاعته» (٤).

الثالثة: أنه كان يتمثَّل له الملَكُ رجلًا فيخاطبه حتى يعي عنه ما يقول له. وفي هذه المرتبة كان يراه الصحابة أحيانًا.


(١) كذا في الأصول، وله نظائر في كتب المؤلف.
(٢) أخرجه البخاري (٣) ومسلم (١٦٠) من حديث عائشة - رضي الله عنها -.
(٣) ك، ع: «وفي قلبه».
(٤) أخرجه ابن أبي شيبة (٣٥٤٧٣) وهناد بن السري في «الزهد» (٤٩٤) وابن أبي الدنيا في «القناعة» (٩١ - موسوعة ابن أبي الدنيا ط. دار أطلس) والطبراني (٨/ ١٦٦) وأبو نعيم في «الحلية» (١٠/ ٢٧) من حديث عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - بنحوه من طرق لا تخلو من مقال، وهي منقطعة، ورجح الانقطاع الدارقطني في «العلل» (٨٧٥)، وأشار إليه الحافظ في «المطالب» (٥/ ٥٧٦). ينظر: «السلسلة الصحيحة» (٢٨٦٦).
وله شاهد من حديث جابر عند ابن ماجه (٢١٤٤) وابن حبان (٣٢٣٩، ٣٢٤١) وغيرهما من طرق لا تخلو من ضعف.
وشاهد آخر من حديث المطلب بن حنطب أخرجه الشافعي في «الرسالة» (ص ٩٣) محتجًا به في كون ما ألقي في روعه - صلى الله عليه وسلم - سنةً. ينظر تعليق الشيخ أحمد شاكر عليه.