للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وهي التي وازرته على النبوة، وجاهدت معه، وواسته بنفسها ومالها. وأرسل الله إليها السلام مع جبريل (١)، وهذه خاصِّيَّة (٢) لا تعرف لامرأة سواها، وماتت قبل الهجرة بثلاث سنين.

ثم تزوَّج بعد موتها بأيام سَودة بنت زَمْعة القرشية، وهي التي وهبت يومها لعائشة.

ثم تزوَّج بعدها أمَّ عبد الله عائشة الصدِّيقة بنت الصدِّيق المبرَّأةَ من فوق سبع سماوات، حبيبة رسول ربِّ العالمين، عائشة بنت أبي بكر الصديق. وعرضها عليه الملَكُ قبل نكاحها في سَرَقةٍ (٣) من حرير وقال: «هذه زوجتك» (٤). تزوَّج بها في شوال وعمرُها ستُّ سنين، وبنى بها في شوال في السنة الأولى من الهجرة وعمرُها تسع سنين. ولم يتزوَّج بكرًا غيرها، وما نزل عليه الوحي في لحاف امرأة غيرها، وكانت أحبَّ الخلق إليه. ونزل عذرها من السماء، واتفقت الأمة على كفر قاذفها. وهي أفقه نسائه وأعلمهن (٥)، بل أفقه نساء الأمة وأعلمهن على الإطلاق. وكان الأكابر من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - يرجعون إلى قولها ويستفتونها. وقيل: إنها أسقطت من النبي - صلى الله عليه وسلم - سِقْطًا، ولم يثبُت.


(١) كذا في حديث أبي هريرة عند البخاري (٣٨٢٠) ومسلم (٢٤٣٢).
(٢) ك، ع: «خاصَّة».
(٣) السَّرَقة: الشقّة والقطعة.
(٤) أخرجه البخاري (٥١٢٥) ومسلم (٢٤٣٨).
(٥) في ص، ج: «أعلمهم» هنا وفيما يأتي.