للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إلى العينين كلتيهما، فيكون في هذه ثلاثٌ، وفي هذه اثنتان، واليمنى (١) أولى بالابتداء والتَّفضيل؛ أو هو بالنِّسبة إلى كلِّ عينٍ، فيكون في هذه ثلاثٌ، وفي هذه ثلاثٌ؟ وهما قولان في مذهب أحمد وغيره (٢).

وفي الكحل حفظٌ لصحَّة العين، وتقويةٌ للنُّور الباصر، وجلاءٌ لها، وتلطيفٌ للمادَّة الرَّديَّة واستخراجٌ لها، مع الزِّينة في بعض أنواعه. وله عند النَّوم مزيد فضلٍ لاشتمالها على الكحل، وسكونها عقيبه عن الحركة المضرَّة بها، وخدمة الطَّبيعة لها. وللإثمد من ذلك خاصِّيَّةٌ.

وفي «سنن ابن ماجه» (٣) عن سالم عن أبيه يرفعه: «عليكم بالإثمد، فإنَّه يجلو البصر، ويُنبِت الشَّعر».

وفي كتاب أبي نعيم (٤): «فإنَّه مَنْبتةٌ للشَّعر، مَذْهَبةٌ للقذى، مَصْفاةٌ للبصر».


(١) س، ل: «واليمين».
(٢) انظر: «المغني» (١/ ١٢٩)، و «المجموع شرح المهذب» (١/ ٢٨١).
(٣) برقم (٣٤٩٥). وأخرجه أيضًا البخاري في «التَّاريخ الكبير» (٦/ ٢٤٢)، والبزَّار (٦٠٩٤)، والتِّرمذي في «الشَّمائل» (٥٢)، والطَّبري في «تهذيب الآثار» (١/ ٤٨٥). وصحَّح إسناده الحاكم (٤/ ٢٠٧)، لكن فيه عثمان بن عبد الملك وهو ليِّن الحديث. وللحديث شواهد كثيرة يثبُت بها، منها: عن ابن عبَّاس وعليٍّ وجابر وأبي هريرة وأنس ومعبد بن هوذة وصهيب وعائشة - رضي الله عنها -.
(٤) «الطِّب النَّبوي» (٢٠٨، ٢٦٠) من طريق عون بن محمَّد ابن الحنفيَّة، عن أبيه، عن جدِّه. وأخرجه أيضًا البخاريُّ في «التَّاريخ الكبير» (٨/ ٤١٢)، والطَّبراني في «الكبير» (١/ ١٠٩) وفي «الأوسط» (١٠٦٤، ٣٣٣٤). قال أبو نعيم في «الحلية» (٣/ ١٧٨): «هذا حديث غريب من حديث ابن الحنفيَّة، لم يروه عنه إلَّا ابنه عون، ولا عنه إلَّا يونس بن راشد». وصحَّحه الطَّبريُّ في «التهذيب» (١/ ٤٨٦)، والضِّياء في «المختارة» (٢/ ٣٤٧)، وحسَّن إسناده المنذريُّ في «التَّرغيب» (٣/ ٨٩)، والعراقيُّ في «المغني» (٣/ ١٣٠٩)، وابن حجر في «الفتح» (١٠/ ١٥٧)، وهو في «السلسلة الصحيحة» (٦٦٥، ٢٦٤٢).