للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وكان يسجد على الأرض كثيرًا، وعلى الماء والطين، وعلى الخُمْرة المتخذة من خُوص النخل، وعلى الحصير المتخذ منه، وعلى الفروة المدبوغة.

وكان إذا سجد مكَّن جبهته وأنفه من الأرض، ونحَّى يديه عن جنبيه، وجافى بهما حتى يُرى بياض إبطيه. ولو شاءت بَهْمة ــ وهي الشاة الصغيرة ــ أن تمرَّ تحتهما لمرَّتْ (١).

وكان يضع يديه حذوَ منكبيه وأذنيه، وفي «صحيح مسلم» (٢) عن البراء أنه - صلى الله عليه وسلم - قال: «إذا سجدتَ فضَعْ كفَّيك، وارفَعْ مرفقَيك».

وكان يعتدل في سجوده ويستقبل بأطراف أصابع رجليه القبلة (٣).

وكان يبسُط كفَّيه وأصابعه، لا يفرِّج بينها ولا يقبضها (٤). وفي «صحيح ابن حبان» (٥): «كان إذا ركع فرَّج أصابعه، وإذا سجد ضمَّ أصابعه».

وكان يقول: «سبحان ربِّي الأعلى»، وأمر به (٦).


(١) انظر: «جامع الترمذي» (٢٧٠) و «صحيح مسلم» (٤٩٥ - ٤٩٧).
(٢) برقم (٤٩٤).
(٣) انظر: «صحيح البخاري» (٨٢٨).
(٤) في النسخ: «بينهما ولا يقبضهما».
(٥) برقم (١٩٢٠) من حديث وائل بن حجر، وأخرجه أيضًا ابن خزيمة (٥٩٤) ــ الشطر الأول فقط ــ والطبراني (٢٢/ ١٩) والدارقطني (١٢٨٣) والحاكم (١/ ٢٢٤، ٢٢٧) ومن طريقه البيهقي (٢/ ١١٢). وفيه هشيم بن بشير وقد عنعن، وكذلك اختلف في سماع علقمة بن وائل عن أبيه.
(٦) أخرجه مسلم (٧٧٢) من حديث علي بن أبي طالب. وأما الأمر به فقد أخرجه الطيالسي (٣٤٧) وابن أبي شيبة (٢٥٩٠) وأبو داود (٨٨٦) والترمذي (٢٦١) وابن ماجه (٨٩٠) من حديث ابن مسعود، وفيه انقطاع. وانظر: «ضعيف أبي داود- الأم» (١/ ٣٤١ - ٣٤٢).