للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لأنَّ هذا يزول بالعلم والحجَّة، ولا يمكن صاحبَه أن يعلم الشيء على غير ما هو عليه؛ بخلاف شرك الإرادة والقصد، فإنَّ صاحبه يرتكب ما يدلُّه العلم على بطلانه وضرره، لأجل غلبة هواه، واستيلاء سلطان (١) الشهوة والغضب على نفسه. فجاء من التأكيد (٢) والتكرير في سورة (قل ياأيها الكافرون) المتضمِّنة لإزالة الشرك العملي، ما لم يجئ مثله في سورة (قل هو الله أحدٌ).

ولما كان القرآن شطرين: شطرًا في الدنيا وأحكامها، ومتعلِّقاتها، والأمور الواقعة فيها من أفعال المكلَّفين وغيرها؛ وشطرًا في الآخرة وما يقع فيها، وكانت سورة (إذا زلزلت) قد أُخلِصت من أولها وآخرها لهذا الشطر، فلم يذكر فيها إلا الآخرة وما يكون فيها من أحوال الأرض وسُكَّانها= كانت تعدل نصفَ القرآن، فأَحْرِ (٣) بهذا الحديث أن يكون صحيحًا. والله أعلم.

ولهذا كان يقرأ بهاتين السورتين في ركعتي الطواف (٤) , لأنهما سورتا الإخلاص والتوحيد، وكان (٥) يفتتِح بهما عملَ النهار، ويختمه (٦) بهما


(١) لفظ «سلطان» ساقط من ك، ع.
(٢) ما عدا ق، مب، ن: «فجاء التوكيد».
(٣) ص: «فأخبر»، تصحيف.
(٤) كما ورد في حديث جابر الطويل في وصف حجته - صلى الله عليه وسلم - عند مسلم (١٢١٨/ ١٤٧).
(٥) ما عدا ق، مب، ن: «فكان».
(٦) ما عدا ق، مب، ن: «ويختم».