للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أسبقَهم إلى الجمعة. روى يحيى بن يمان (١) عن شريك، عن أبي اليقظان، عن أنس بن مالك في قوله عز وجل: {وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ} [ق: ٣٥]، قال: «يتجلَّى لهم في كل جمعة».

وذكر الطبراني في «معجمه» (٢) من حديث أبي نعيم، ثنا (٣) المسعودي، عن المنهال بن عمرو، عن أبي عبيدة قال: قال عبد الله: «سارعوا إلى الجُمَع، فإن الله عز وجل يبرز إلى أهل الجنَّة في كلِّ جمعة في كثيب من كافور، فيكونون منه من القرب (٤) على قدر تسارعهم إلى الجمعة، فيُحدِث الله عزَّ وجلَّ لهم من الكرامة شيئًا لم يكونوا رأوه قبل ذلك. ثم يرجعون إلى أهليهم فيحدِّثونهم بما أحدث الله لهم». قال: ثم دخل عبد الله المسجد، فإذا هو برجلين. فقال عبد الله: «رجلان، وأنا الثالث. إن يشأ (٥) الله يبارك في الثالث».

وذكر البيهقي في «الشُّعَب» (٦) عن علقمة بن قيس قال: رُحْت مع


(١) أخرجه البزار (١٤/ ٧٠): «سمعت عبد الله بن وضاح الكوفي يحدث عن يحيى بن يمان ... »، وعبد الله هذا مجهول. وروي من قول زيد بن وهب، خطّأه أبو زرعة وصوب أثر أنس، انظر: «علل الحديث» لابن أبي حاتم (١٧٥٣).
(٢) «الكبير» (٩/ ٢٣٨)، وقد سبق تخريجه (ص ٤٥٦).
(٣) «ثنا» ساقط من ك والمطبوع.
(٤) ص: «في القرب».
(٥) ص، ج: «شاء».
(٦) برقم (٢٧٣٥)، وأخرجه البزار (٤/ ٣٣١) وابن أبي عاصم في «السنة» (٦٣٣)، كلهم من طريق عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رواد عن مروان بن سالم عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة بن قيس به. وذكر الدارقطني في «العلل» (٧٧٣) أنه اختُلف عن عبد المجيد فروي عنه عن مروان عن الأعمش، وعنه عن معمر عن الأعمش [كما عند ابن ماجه (١٠٩٤) وأبي حاتم في «العلل» لابنه (٢/ ٥٨١) والطبراني (١٠/ ٧٨)]، وعنه عن الثوري عن الأعمش، وقال: «والأول أشبه بالصواب، ومروان بن سالم متروك الحديث». ثم ساق بإسناده من طريق الثوري وقال: «وهذا لا يصح عن الثوري». فالحديث لا يثبت. وانظر: «علل ابن أبي حاتم» (٦٠٩) و «الضعفاء» للعقيلي (٦/ ٤١ - ٤٢).