للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ويصوم (١). وكان يُقبِّل بعض أزواجه وهو صائمٌ في رمضان (٢). وشبَّه قُبلة الصَّائم بالمضمضة بالماء (٣).

وأمَّا ما رواه أبو داود (٤) عن مِصْدَع بن يحيى عن عائشة أنَّ النَّبيّ - صلى الله عليه وسلم - كان يُقبِّلها وهو صائمٌ، ويَمُصُّ لسانها= فهذا حديث قد اختُلِف فيه، فضعَّفتْه (٥) طائفةٌ بمِصْدَع هذا، وهو مختلفٌ فيه، قال السعدي: زائغٌ جائرٌ عن الطَّريق. وحسَّنته طائفةٌ فقالوا: هو ثقةٌ صدوقٌ، روى له مسلم في «صحيحه» (٦). وفي إسناده محمد بن دينار الطاحي البصري، مختلفٌ فيه أيضًا، فقال يحيى: ضعيفٌ، وفي روايةٍ عنه: ليس به بأسٌ، وقال غيره: صدوقٌ، وقال ابن عديٍّ: قوله: «ويمصُّ لسانها» لا يقوله إلا محمَّد بن دينارٍ،


(١) رواه البخاري (١٩٢٥، ١٩٢٦) ومسلم (١١٠٩/ ٧٥، ٧٨) من حديث عائشة وأم سلمة - رضي الله عنهما - .
(٢) رواه البخاري (١٩٢٧) ومسلم (١١٠٦/ ٦٦) من حديث عائشة - رضي الله عنها -.
(٣) رواه أبو داود (٢٣٨٥) من حديث عمر- رضي الله عنه -، وصححه ابن خزيمة (١٩٩٩) والطحاوي في «شرح معاني الآثار» (٢/ ٨٩) وابن حبان (٩٠٥) والحاكم (١/ ٤٣١) وأحمد شاكر في «تخريج المسند» (١/ ٢٢٥) والألباني في «صحيح أبي داود - الأم» (٧/ ١٤٧).
(٤) برقم (٢٣٨٦)، ورواه ابن خزيمة (٢٠٠٣)، وفي إسناده مصدعٌ ومحمد بن دينار مختلفٌ فيهما. انظر: «نصب الراية» (٤/ ٢٥٣) و «كشف المناهج والتناقيح» للمناوي (٢/ ١٧٢) و «ضعيف أبي داود - الأم» (٢/ ٢٧٠).
(٥) ك، ع: «فضعفه».
(٦) انظر هذه الأقوال في: «الكامل» لابن عدي (٨/ ٢٣٠) و «ميزان الاعتدال» (٤/ ١١٨) و «تهذيب التهذيب» (١٠/ ١٥٨).