والرجل الذي عَيَّرَهُ أبو ذرِّ: هو بلال بن رباح، مؤذن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-.
وقال بعضهم: الفصيح: عَيَّرْت فلانًا أمَّه، وقد جاء في شعر عدي بن زيد:
أيها الشامت المعيَّر بالدهر
واعتُذِر عنه بأنه كان عَبادِيًا، ولم يكن فصيحًا، غير أنه قد صح عن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- أنه قال: "أَعَيَّرته بأمه".
أبو ذَرٍّ يذكر ذلك عن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- وعن نفسه، ولا نكير عليه، فلا معنى لإنكار ذلك.
٥١٥٨/ ٤٩٩٥ - وعنه -رضي اللَّه عنه-، قال: "دَخَلْنَا على أبي ذَرٍّ بالرَّبَذَةِ، فإذا عليه بُرْدٌ وعلى غُلامه مثله، فقلنا: يا أبا ذرٍّ، لو أخذت بُرْدَ غلامك إلى بردك، فكانت حُلَّةً، وكسَوْتَهُ ثوبًا غيرَه؟ فقال: سمعت رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يقول: إِخْوَانُكُمْ جَعَلَهمُ اللَّه تحت أيديكم، فمن كان أخوه تحتَ يديْهِ فَلْيُطْعِمْهُ مِمَّا يأكل، وليُلْبِسَهُ مِمَّا يَلْبَس، ولا يُكَلِّفه ما يَغْلبُه، فإن كلَّفهُ ما يَغْلبُه فَليُعِنْهُ".[حكم الألباني: صحيح: ق]