فينادي منادٍ مِنَ السماء: أن صَدَقَ عَبْدِي، فَأَفرِشُوه من الجنة، وافتحوا له بابًا إلى الجنة، وألبسوه من الجنة، قال: فيأتيه من رَوْحِها وطيبها، قال: ويفتح له فيها مَدُّ بَصَره، قال: وإن الكافر -فذكر موته- قال: وتُعَادُ روحه في جسده، ويأتيه ملكان، فيجلسانه، فيقولان: من ربك؟ فيقول: هاه هاه، لا أدري، فيقولان له: ما دينك؟ فيقول: هاه هاه، لا أدرى، فيقولان: ما هذا الرجل الذي بعث فيكم؟ فيقول: هاه هاه، لا أدري، فينادي منادٍ من السماء: أن كذب عبدي، فأفرِشُوه من النار، وألبسوه من النار، وافتحوا له بابًا إلى النار، قال: فيأتيه من حَرِّها وسَمومها، قال: ويُضَيَّقُ عليه قبرُه، حتى تختلف فيه أضلاعه -زاد في حديث جرير: قال: ثم يُقَيَّضُ له أعمىَ أبْكَمُ، معه مِرْزَبَّةٌ من حديد، لو ضُرب بها جَبَلٌ لصار تُرَابًا، قال: فيضربه بها ضربةً يسمعها ما بين المشرق والمغرب، إلا الثقلين فيصير ترابًا، قال: ثم تعاد فيه الروح".[حكم الألباني: صحيح]
• وأخرجه النسائي (٢٥٠١) وابن ماجة (١٥٤٨) مختصرًا. وقد تقدم في كتاب الجنائز مختصرًا.
وفي إسناده: المنهال بن عمرو، وقد أخرج له البخاري في صحيحه حديثًا واحدًا، وقال يحيى بن معين: ثقة، وقال الإمام أحمد: تَرَكه شعبة على عمد، وغمزه يحيى بن سعيد، وحكى عن شعبة: أنه تركه، وقال ابن عدي: والمنهال بن عمرو: هو صاحب حديث القبر -الحديثَ الطويل، رواه عن زاذان عن البراء، ورواه عن مِنْهَال جماعة.
وذكر أبو موسى الأصبهاني: أنه حديث حسن مشهور بالمنهال عن زاذان، وللمنهال حديث واحد في كتاب البخاري حسبُ، ولزاذان في كتاب مسلم حديثان.
باب في ذكر الميزان [٤: ٣٨٥]
٤٧٥٥/ ٤٥٨٧ - عن الحسن -وهو البصري- عن عائشة -رضي اللَّه عنها-: "أنها ذَكَرَتِ النارَ، فبكت، فقال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: ما يبكيك؟ قالت: ذكرتُ النار فبكيتُ، فهل تَذْكُرُون أهليكم