وفي هذا الحديث علم من أعلام النبوة، وذلك أن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- علم بموت النجاشي في اليوم الذي مات فيه، على بعد ما بين الحجاز وأرض الحبشة، ونعاه للناس في ذلك اليوم، وكان نعي رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- النجاشيَّ للناس في رجب سنة تسع من الهجرة، كذا قال أهل السير.
وفيه: إباحة الإشعار بالجنازة والإعلام بها، والاجتماع لها.
وفيه: الصلاة على الغائب.
وفيه: أن النجاشي أسلم ومات مسلمًا، لأن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- لا يصلي إلا على مسلم.
والنجاشي: بفتح النون، ولا يقال بالكسر، والنجاشي: كلمة حبشية يسمون بها ملوكهم.
وقال أبو عبيدة: النجاشي: من نجش، وهو استثارة الشيء، والنجاشي الناجش، وقال غيره: والياء مشددة، وقيل: الصواب تخفيفها، واسمه: أصحمة، وهو بالعربية: عطية.
٣٢٠٥/ ٣٠٧٦ - وعن أبي بردة، عن أبيه -وهو أبو موسى الأشعري- قال:"أمرنا رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، أنْ ننطلقَ إلى أرضِ النجاشي -فذكر حديثه- قال النجاشي: أشهد أنه رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، وأنه الذي بَشَّر به عيسى ابن مريم، ولولا ما أنا فيه من الملك لأتيته حتى أحمِلَ نعليه".[حكم الألباني: ضعيف الإسناد]
باب الرجل يجمع موتاه في مقبرة والقبر يُعَلَّم [٣: ٢٠٣]
٣٢٠٦/ ٣٠٧٧ - عن المطلب -وهو ابن عبد اللَّه المدني- قال:"لما مات عثمان بن مَظْعون أُخْرجَ بجنازته فدُفن، أمَر النبيُّ -صلى اللَّه عليه وسلم- رجلًا أن يأتيه بحجر، فلم يستطع حمله، فقام إليها رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، وحَسَر عن ذراعيه -قال كثير، وهو ابن زيد- قال المطلب: قال الذي يخبرني عن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، قال: كأني أنظر إلى بياض ذراعي رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- حين حسر عنهما، ثم حملها، فوضعها عند رأسه، وقال: أَتَعَلُّمُ بِهَا قَبْرَ أَخِي، وَأَدْفِنْ إلَيْهِ مَنْ مَاتَ مِنْ أَهلي".[حكم الألباني: حسن: الأحكام (١٩٧)]