بهؤلاء لَأُسْوَةً، فَجَرَّروه، فأبى أن يَصْحبهم، فقتلوه، فلبث خبيب أسيرًا حتى أجمعوا قتله، فاستعار موسى يَسْتَحِدُّ بها، فلما خرجوا به ليقتلوه، قال لهم خبيب: دعوني أرْكعْ ركعتين، ثم قال: واللَّه لولا أنْ تحسبوا ما بي جَزَعًا لزِدْتُ".[حكم الألباني: صحيح: خ]
• وأخرجه البخاري (٣٠٤٥) مختصرًا، والنسائي (٨٨٣٩١ - الكبرى).
خبيب: بضم الخاء المعجمة، وفتح الباء الموحدة، وسكون الياء آخر الحروف، وبعدها باء بواحدة.
والدثنة: بفتح الدال المهملة، وكسر الثاء المثلثة، وفتح النون وبعدها تاء تأنيث، ويقال: الدَّثْنة: بفتح الدال وسكون الثاء.
وخبيب: هو ابن عدي الأنصاري الأوسي.
وابن الدثنة: أنصاري بياضي.
وعاصم بن ثابت بن أبي الأقلح -بالقاف والحاء المهملة- أنصاري، شهد بدرًا، وهو الذي حمته دَبَر النحل من المشركين، كنيته أبو سليمان.
وكان ذلك يوم الرجيع سنة ثلاث من الهجرة.
والاستحداد: مأخوذ من الحديث، وهو حلق العانة بالحديد؛ لأنْ لا يُطَّلع منه على عورة، واستعملها متجهزًا للموت.
وفيه: أنه جائز أن يستأمن المسلم، وقال بعضهم: لا بأس أن يأبى، كما فعل عاصم.
وفيه: استنان الركعتين لكل من قُتل صَبْرًا.
وفيه: التورع عن قتل أولاد المشركين.
٥٨/ ١٠٦ - باب في الكُمناء [٣: ٥]
٢٦٦٢/ ٢٥٤٦ - عن البَرَاء قال: "جعل رسُولُ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- على الرُّمَاةِ يوم أحُد -وكانوا خمسين رجلًا- عَبْدَ اللَّه بن جُبير، وقال: إن رأيتمونا تَخْطِفنا الطير فلا تَبْرَحوا من مكانكم هذا،