للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فصل

ومنها: على القول الرَّاجح وهمُ من قال إنَّه (١) صلَّى الظُّهر يوم النَّحر بمكَّة. والصَّحيح أنَّه صلَّاها بمنًى كما تقدَّم.

ومنها: وهمُ من زعم أنَّه لم يُسرِع في وادي مُحَسِّرٍ حين (٢) أفاض من جَمْعٍ إلى منًى، وأنَّ ذلك إنَّما هو فعل الأعراب. ومستند هذا الوهم قول ابن عبَّاسٍ: إنَّما كان بدء الإيضاع (٣) من أهل البادية كانوا يقفون حافَّتي النَّاس، قد علَّقوا القِعاب (٤) والعِصيَّ، فإذا أفاضوا تقعقعوا (٥) فأنفرتْ بالنَّاس، فلقد رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وإنَّ ذِفرَى (٦) ناقته لتمسُّ حاركَها (٧)، وهو يقول: «يا أيُّها النَّاس، عليكم السَّكينة» (٨).

وفي لفظٍ: «إنَّ البِرَّ ليس بإيجاف الخيل والإبل، فعليكم بالسَّكينة»، فما


(١) «إنه» ليست في ك.
(٢) ك، ص، ج: «حتى».
(٣) الإيضاع: حمل الدابة على السير السريع.
(٤) جمع قعب: القدح الضخم الغليظ من الخشب.
(٥) أي أحدثوا صوتًا وصخبًا عند التحرك.
(٦) الذفرى: أصل الأذن.
(٧) الحارك: الكاهل.
(٨) رواه أحمد (٢١٩٣) وابن خزيمة (٢٨٦٣) والبيهقي (٥/ ١٢٦) واللفظ له، وصححه ابن خزيمة والألباني في تعليقه عليه، وحسن إسناده محققو «المسند» (٢١٩٣). وقد غيّر لفظ الحديث في المطبوع تغييرًا كثيرًا ليطابق لفظ «المسند»، وأثبتنا ما في الأصول، وهو لفظ البيهقي.