للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فصل (١)

وسبب صداع الشَّقيقة مادَّةٌ في شرايين الرَّأس وحدها (٢)، حاصلةٌ فيها، أو مرتقيةٌ إليها، فيقبلها الجانب الأضعف من جانبيه. وتلك المادَّة إمَّا بخاريَّةٌ وإمَّا أخلاطٌ حارَّةٌ أو باردةٌ. وعلامتها الخاصَّة بها ضَرَبانُ الشَّرايين وخاصَّةً في الدَّمويِّ. وإذا ضُبِطت بالعصائب ومُنِعت من الضَّرَبان سكَن الوجعُ.

وقد ذكر أبو نعيم في كتاب «الطِّبّ النَّبويّ» (٣) له أنَّ هذا النَّوع كان يصيب النَّبيَّ - صلى الله عليه وسلم -، فيمكث اليوم واليومين، ولا يخرج.

وفيه (٤) عن ابن عبَّاسٍ قال: خَطَبنا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - وقد عصَب رأسه بعصابةٍ.

وفي الصَّحيح أنَّه قال في مرض موته: «وارأساه» (٥). وكان يعصِبُ رأسه


(١) كتاب الحموي (ص ١٥٧).
(٢) لفظ الحموي: «واعلم أن كثيرًا ما يكون سبب الشقيقة مادَّةً ... » إلخ، فلا يكون هذا عنده سبب الشقيقة دائمًا.
(٣) برقم (٢٤٠) معلَّقًا عن محمَّد بن عبد الله بن نُمير، عن يونس بن بُكير، عن المسَيّب بن دارم، عن عبد الله بن بُريدة، عَن أبيه قال: «كان النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم - ربَّما أخذَته الشَّقيقةُ، فيمكث اليومَ واليومَين لا يخرج». ووصله الطَّبريُّ في «تاريخه» (٣/ ١٢)، والبيهقيُّ في «الدَّلائل» (٤/ ٢١١)، وصحَّحه الحاكم (٣/ ٣٧)، ووقع عندهم جميعًا: «المسيّب بن مسلم الأزديّ»، وضعَّفه الألبانيُّ بجهالة المسيّب في «السِّلسلة الضَّعيفة» (٥٩٢٨)، وينظر: «السِّلسلة الصَّحيحة» (٧/ ٧٣٤).
(٤) برقم (٢٤٥). وهو في البخاريِّ (٣٦٢٨) بلفظ: «خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في مرضه الَّذي مات فيه بملحفةٍ، قد عصَّب بعصابة دسماء، حتَّى جلس على المنبر، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: أما بعد ... » الحديث.
(٥) أخرجه البخاري (٥٦٦٦) من حديث عائشة - رضي الله عنها -.