للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفي باطنها خَمْلٌ وهي محصورةٌ في وسط البطن، وأميل إلى الجانب الأيمن قليلًا. خلقت على هذه الصِّفة بحكمةٍ (١) لطيفةٍ من الخالق الحكيم سبحانه (٢).

وهي بيت الدَّاء، وكانت محلًّا للهضم الأوَّل. وفيها ينطبخ (٣) الغذاء، وينحدر (٤) منها بعد ذلك إلى الكبد والأمعاء. ويتخلَّف منه فيها فضلاتٌ قد عجزت القوَّة الهاضمة عن تمام هضمها، إمَّا لكثرة الغذاء، أو لرداءته، أو لسوء ترتيبٍ في استعماله، أو لمجموع ذلك. وهذه الأشياء بعضها (٥) ممَّا لا يتخلَّص الإنسان منها غالبًا، فتكون المعدة بيت الدَّاء لذلك. وكأنَّه يشير بذلك إلى الحثِّ على تقليل الغذاء، ومنع النَّفس من اتِّباع الشَّهوات، والتَّحرُّز عن الفضلات.

وأمَّا العادة، فلأنَّها كالطَّبيعة للإنسان، ولذلك يقال: العادة طبعٌ ثانٍ. وهي


(١) س، ث، ل: «لحكمة»، وكذا في النسخ المطبوعة وكتاب الحموي.
(٢) بعده في كتاب الحموي: «ليس هذا موضع شرحها».
(٣) هذا في ف، ز، وكتاب الحموي. وفي النسخ الأخرى: «ينضج» أو «تنضيج»، وكلاهما تصحيف.
(٤) س: «ويتحدَّر». وقد سقط منها قبله لفظ «الغذاء».
(٥) في كتاب الحموي: «أو بعضها».