للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقد حدَّثنا ابن أبي أُويسٍ، ثنا مالك، عن هشام بن عروة، عن أبيه أنَّ عمر بن الخطَّاب كان يقول في خطبته: تَعلَّمُنَّ أيُّها النَّاس أنَّ الطَّمع فقرٌ، وأنَّ اليأس غِنًى، وأنَّ المرء إذا يئس من شيءٍ استغنى عنه (١). فجعل عمر اليأس بإزاء الطَّمع.

وسمعت أحمد بن المعذَّل (٢) ينشد شعرًا لرجلٍ من القدماء يصف ناقةً (٣):

صَفْراء من تَلْدِ (٤) بني العبَّاس ... صيَّرتُها كالظَّبي في الكِنَاسِ

تَدِرُّ أن تَسْمعَ بالإِبساسِ (٥) ... فالنَّفسُ بين طَمَعٍ وياس

فجعل الطَّمع بإزاء اليأس.

وحدَّثنا سليمان بن حربٍ، ثنا جرير بن حازمٍ، عن الأعمش، عن سلَّام بن (٦) شُرَحْبيل سمع حَبَّةَ بن خالد وسَواءَ بن خالد أنَّهما أَتَيا


(١) أخرجه ابن المبارك في «الزهد» (٦٣١) ــ ومن طريقه ابن المقرئ في «معجمه» (٢٤١) ــ وابن شبة في «تاريخ المدينة» (٢/ ٧٦٧) من طريق يحيى بن سعيد، وأبو نعيم في «الحلية» (١/ ٥٠) من طريق وكيع وأبي معاوية، أربعتهم (ابن المبارك ويحيى بن سعيد ووكيع وأبو معاوية) عن هشام بن عروة به. وعروة لم يسمع من عمر.
(٢) في المطبوع: «المعدَّل»، تصحيف. انظر: «الإكمال» (٧/ ٢٧٤) و «ترتيب المدارك» (٤/ ٥) و «سير أعلام النبلاء» (١١/ ٥١٩).
(٣) لم أجد الرجز في المصادر التي رجعت إليها.
(٤) التَّلْد: المال القديم الموروث.
(٥) هو أن يقال للناقة عند الحلب: بسْ بسْ، فتدرّ باللبن.
(٦) د، ص، ز، م: «عن»، تحريف.