للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وميمٌ حرفٌ». رواه الترمذي (١) وصححه.

قالوا: ولأن عثمان بن عفان قرأه في ركعة (٢)، وذكروا آثارًا عن كثير من السلف في كثرة القراءة (٣).

والصواب في المسألة أن يقال: إنَّ ثواب قراءة الترتيل والتدبُّر أجلُّ وأرفع قدرًا، وثواب كثرة القراءة أكثر عددًا. فالأول: كمن تصدَّق بجوهرة


(١) برقم (٢٩١٠)، وأخرجه البخاري في «التاريخ الكبير» (١/ ٢١٦) وقال: «لا أدري حفظه أم لا؟» أي محمد بن كعب. وقال الترمذي: «ويروى هذا الحديث من غير هذا الوجه عن ابن مسعود، رواه أبو الأحوص عن ابن مسعود، رفعه بعضهم ووقفه بعضهم عن ابن مسعود. هذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه، سمعت قتيبة بن سعيد يقول: بلغني أن محمد بن كعب القرظي ولد في حياة النبي - صلى الله عليه وسلم -». وطريق أبي الأحوص أخرجه ابن الضريس في «فضائل القرآن» (ص ٤٦) والآجري في «أخلاق أهل القرآن» (ص ٥٢) والحاكم (١/ ٥٥٥). والحديث صححه أيضًا الألباني في «الصحيحة» (٣٣٢٧). وأطال الدارقطني في سرد طرقه في «علله» (٩١٩) ورجح الموقوف. وانظر للموقوف: «مصنف عبد الرزاق» (٥٩٩٣، ٦٠١٧) و «سنن سعيد بن منصور» (٤، ٦، ٧ - التفسير) و «مصنف ابن أبي شيبة» (٣٠٥٥٢، ٣٠٥٥٤، ٣٠٥٥٥) و «سنن الدارمي» (٣٣٥١، ٣٣٥٨، ٣٣٦٥).
(٢) أخرجه عبد الرزاق (٤٦٥٣) وابن أبي شيبة (٣٧١٠، ٣٧٢٠) والبيهقي (٣/ ٢٤، ٢٥) من طرق عن عبد الرحمن بن عثمان التيمي في قصة له مع عثمان - رضي الله عنه - في صلاة الليل، وإسناده صحيح.
(٣) انظر: «مصنف عبد الرزاق» (٢/ ١٤٦ - باب قراءة السور في الركعة، ٣/ ٣٥١ - باب إذا سمعت السجدة وأنت تصلي وفي كم يقرأ القرآن) و «مصنف ابن أبي شيبة» (٣/ ٢٥٤ - في الرجل يقرن السور في الركعة من رخص فيه، ٥/ ٥١٣ - من رخص أن يقرأ القرآن في ليلة وقراءته في ركعة) وغير ذلك من الأبواب.