للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يعلى بن الأشدق عن عبد الله بن جراد عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: «من صلَّى منكم صلاة الضحى فليصلِّها متعبِّدًا، فإنَّ الرجل لَيصلِّيها السَّنة من الدهر، ثم ينساها ويدعها (١)، فتحِنُّ إليه كما تحِنُّ الناقة إلى (٢) ولدها إذا فقدته» (٣).

ويا عجبًا للحاكم كيف يحتجُّ بهذا وأمثاله! فإنه يروي هذا الحديث في كتاب أفرده للضحى. وهذه نسخة موضوعة على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، أعني نسخة يعلى بن الأشدق. قال ابن عدي (٤): روى يعلى بن الأشدق عن عمه عبد الله بن جُراد عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أحاديثَ كثيرةً منكرةً، وهو وعمه غير معروفين. وبلغني عن أبي مُسْهِر قال: قلت ليعلى بن الأشدق: ما سمع عمُّك من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ فقال: «جامع سفيان» و «موطأ مالك» وشيئًا من الفوائد!

وقال أبو حاتم بن حِبَّان (٥): لقي يعلى عبدَ الله بن جراد، فلما كبر اجتمع عليه مَن لا دِين له، فوضعوا له شبيهًا بمائتي حديث، فجعل يحدِّث بها وهو لا يدري. وقد قال له بعض مشايخ أصحابنا: أيُّ شيء سمعته من عبد الله بن جراد؟ فقال: هذه النسخة و «جامع سفيان». لا تحِلُّ الرواية عنه بحال.


(١) ك، ع: «ثم يتساهل، فيدعها».
(٢) ص، ق، م، مب، ن: «على».
(٣) لم أجد من أخرجه غير الحاكم الذي نقل المؤلف من كتابه.
(٤) في «الكامل» في ترجمة يعلى بن الأشدق (١٠/ ٧٣١)، والجملة: «وبلغني عن أبي مسهر» إلى آخره في آخر ترجمته (١٠/ ٧٣٥) وتتمته: «فإن كانت الحكاية عن أبي مسهر صحيحة، فرواية يعلى لهذه النسخة لا يجوز الاشتغال بها».
(٥) في «المجروحين» (٣/ ١٤١، ١٤٢).