٤٢٥٤/ ٤٠٨٧ - وعن البراء بن ناجية، عن عبد اللَّه بن مسعود -رضي اللَّه عنه-، عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- قال:"تدور رَحَى الإِسلام لخمس وثلاثين، أو سِتٍّ وثلاثين، أو سبع وثلاثين، فإن يَهْلِكُوا فسبيلُ من هَلَك، وإنْ يَقُمْ لهم دينهم يَقُمْ لهم سبعين عامًا. قال: قلت: أَمِمَّا بقي، أو مما مضي؟ قال: مما مضي".[حكم الألباني: صحيح: الصحيحة (٩٧٦)]
قال البخاري: البراء بن ناجية الكاهلي: قال لي ابن أبي شيبة عن قَبيصَة -وهو المحاربي- وقال ابن عيينة: الكاهلي عن ابن مسعود: لم يذكر سماعًا من ابن مسعود -رضي اللَّه عنه-.
٤٢٥٥/ ٤٠٨٨ - وعن أبي هريرة -رضي اللَّه عنه- قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "يَتقاربُ الزمانُ، وينقصُ العلم، وتَظْهَرُ الفِتن، ويُلقَى الشُّحُّ، ويكثر الهرْجُ، قيل: يا رسول اللَّه أيُّمَا هو؟ قال: القتلُ، القتلُ".[حكم الألباني: صحيح: ق]
"يتقارب الزمان" معناه: قصر مدة زمان الأعمار، وقلة البركة فيها. وقيل: دنو زمان الساعة. وقيل: قصر مدة الأيام على ما روى: "تكون السنة كالشهر -الحديث".
قيل: معناه: تطيب تلك الأيام حتى لا تكاد تسطال، بل تقصر.
وقيل: بل هو على ظاهره من قصر مددها.
ويؤيده الحديث في سؤالهم عن الصلاة في اليوم الطويل:"هل تجزئ فيه صلاة يوم؟ ".
وقيل: معنى تقارب الزمان: تقارب أحوال أهله في قلة الدين حتى لا يكون منهم من يأمر بمعروف، ولا ينهى عن منكر، لغلبة الفسق وظهور أهله.
وقال الطحاوي: قد يكون معناه في ترك طلب العلم خاصة والرضى بالجهل؛ وذلك لأن الناس لا يتساوون في العلم؛ لأن دَرَج العلم تتفاوت، قال اللَّه تعالى: {وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ (٧٦)} [يوسف: ٧٦] وإنما يتساوون إذا كانوا جهالًا.