فيه: دليل على إباحة كل طعام أهل الكتاب، وجواز مبايعتهم ومعاملتهم مع إمكان أن يكون في أموالهم الربا ونحوه من الشبهة. واللَّه أعلم.
٤٥١٢/ ٤٣٤٦ - وعن أبي هريرة -رضي اللَّه عنه-، قال:"كان رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يقبلُ الهديةَ، ولا يأكل الصدقة".
٤٥١٢/ ٤٣٤٧ - وعن أبي سلمة -ولم يذكر أبا هريرة- قال:"كان رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يقبل الهدية، ولا يأكل الصدقة -زاد: فأهدت له يهوديةٌ بخيبر شاةً مَصْلِيَّةً سَمّتْها، فأكل رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- منها، وأكل القوم، فقال: ارفعوا أيديكم، فإنها أخبرتني: أنها مسمومة، فمات بشر بن البراء بن مَعْرور الأنصاري، فأرسل إلى اليهودية: ما حملكِ على الذي صنعت؟ قالت: إن كنتَ نبيا لم يضرك الذي صنعتُ، وإن كنت مَلِكًا أرحتُ الناس منك، فأمر بها رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- فقتلت، ثم قال في وَجعه الذي مات فيه: ما زلتُ أجِد من الأكلة التي أكلت بخيبر، فهذا أوان قَطعْتُ أبْهرِي".[حكم الألباني: صحيح الإسناد]
٤٥١٣/ ٤٣٤٨ - وعن كعب بن مالك:"أن أم مُبِّشرٍ قالت للنبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، في مرضه الذي مات فيه: ما يُتَّهَمُ بك يا رسول اللَّه؟ فإني لا أتهم بابني إلا الشاةَ المسمومة التي أكلَ معك بخيبر، وقال النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: وأنا لا أتهم بنفسي إلا ذلك، فهذا أوانُ قَطَعتُ أبهري".[حكم الألباني: صحيح الإسناد]
قال أبو داود: وربما حدث عبد الرزاق بهذأ الحديث مرسلًا عن معمر عن الزهري عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، وربما حدث به عن الزهري عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك.
وذكر عبد الرزاق: أن معمرًا كان يحدثهم بالحديث مرةً مرسلًا، فيكتبونه، ويحدثهم مرةً به فيسنده، فيكتبونه، وكل صحيحٌ عندنا. قال عبد الرزاق: فلما قدم ابنُ المبارك على معمر أسْنَدَ له معمرٌ أحاديث كان يُوقفها.