وهذا إنما يكون بالتوبة النصوح، والنهوض التام، والمجاهدة الكبيرة، كما فعل إبراهيم بن أدهم، والفضيل ابن عياض، والشيخ أبو يعزى، وغيرهم ممن كانوا لصوصاً فصاروا خصوصاً. قال النبي صلى الله عليه وسلّم:«مَن لَم يَغلِب نَفسَه وَهَواه فَليس لَهُ حَظٌ في عُقبَاه» . وأنشدوا:
وفيها أيضاً: تنويه بمقام الصابرين وعاقبة المتقين، فإن يعقوب عليه السلام، لما استعمل الصبر الجميل، جمع الله شمله بولده مع ما أعدَّ له من الثواب الجزيل. ويوسف عليه السلام، لما صبر على ما أصابه من المحن عوضه العز الدائم بترادف المدن. وفي الخبر:«أعلى الدرجات درجات الصابرين» . لكل عمل ثواب محدود، وثواب الصبرين غير محدود ولا معدود. قيل: أن الله تعالى أعطى لكل صابر قصراً في الجنة مسيرة الشمس أربعين يوماً، من درة بيضاء معلقة في الهواء، ليس تحته دعامة، ولا فوقه علاقة، وله أربعة آلاف باب، يدخل من كل باب سبعون ألف ملك، يسلمون على صاحبه ولا ترجع النوبة إليهم أبدا. هـ.
ثم ذكر خروج يوسف من البئر، وبيعه، ودخوله مصر، فقال: