يقول الحق جلّ جلاله: كَذَّبَتْ ثَمُودُ الْمُرْسَلِينَ، إِذْ قالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ نسباً، صالِحٌ أَلا تَتَّقُونَ الله تعالى، فتوحدونه، إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ: مشهور فيكم بالأمانة، فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ، وَما أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلى رَبِّ الْعالَمِينَ، أَتُتْرَكُونَ فِي ما هاهُنا آمِنِينَ أي: أتطمعون أن تتركوا فيما هاهنا من النعمة والتَّرَفُّهِ، آمنين من عقاب الله وعذابه، وأنتم على كفركم وشرككم، كلا، والله لنختبرنكم ببعث الرسول، فإن كفرتم عاجلتكم بالعقوبة.
ثم فسّر ما هم فيه من النعمة بقوله: فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ وَزُرُوعٍ وَنَخْلٍ هو داخل فيما قبله، وخصه بالذكر شرفاً له. أو: في جنات بلا نخل، طَلْعُها هَضِيمٌ، والطلع: عنقود التمر في أول نباته، باقياً في غلافه.
والهضيم: اللطيف اللين للطف الثمر، أو: لأن النخل أنثى وطلع الأنثى ألطف، أو: لنضجه، كأنه: قيل: ونخل قد