ثم اعلم رحمك الله: أن معرفة القراءة والكتابة ليست شرطا فى الولاية، وحفظ كلام الله تعالى، ومعرفة أسرار التوحيد والإيمان،، والإسلام.. وهاك مثلا واحدا: وهو سيدنا «حماد بن مسلم الدباس» ، أستاذ الشيخ القدوة، عارف زمانه، الإمام عبد القادر الجيلاني، وهو حماد بن مسلم بن ددّوه، الشيخ القدم، علم السالكين، أبو عبد الله الدباس، الرحبي- نسبة إلى رحبة مالك بن طوق، «نشأ ببغداد، وكان من أولياء الله، أولى الكرامات، انتفع بصحبته خلق، وكان يتكلم على الأحوال، وكتبوا من كلامه نحوا من مئة جزء، وكان أميا، وكان يتكلم على آفات الأعمال، والإخلاص، والورع، قد جاهد نفسه بأنواع المجاهدات، وزوال أكثر المهن والصنائع، فى طلب الحلال، وكان مكاشفا. فعنه قال: إذا أحب الله عبدا أكثر همه فيما فرّط، وإذا أبغض عبدا أكثر همه فيما قسمه له. وقال: العلم محجة، فإذا طلبته لغير الله، صار حجة.. مات سنة ٥٢٥ هـ. وكان الشيخ عبد القادر من تلامذته: «انظر: شمس الدين الذهبي: سير أعلام النبلاء: (١٩/ ٥٩٤- ٥٩٦) تحقيق وتعليق: شعيب الأرنؤوط، ط ١١، مؤسسة الرسالة، بيروت، ١٤١٧ هـ، ١٩٩٦ م. وراجع أيضا فى هذه القضية: الفتوحات الإلهية للشيخ المفسر/ ٢٠١- ٢٠٤.