أوليائه على غيره، ومن خدم وليّاً من أوليائه كان هو في رفق الولي، وهذه إشارة لمن يخدم الفقراء، يعلم أنه في رفقهم، لا أن الفقراء تحت رفقه. هـ.
قال أهل التفسير: فلما رأى زكريا ما يأتي لمريم من الفواكه في غير أوانها، قال: إن الذي قدر على أن يأتي مريم بالفاكهة في غير وقتها، قادر على أن يصلح زوجتي، ويهب لي ولداً على الكبر. فطلب الولد، كما أشار الحق تعالى إلى ذلك بقوله:
قلت:(هنالك) : اسم إِشارة للبعيد، والكاف: حرف خطاب، يطابق المخاطب في التذكير والتأنيث والإفراد والجمع في الغالب. والمحراب: مفعال، من الحرب، وهو الموضع المعد للعبادة، كالمسجد ونحوه، سمي به، لأنه محل محاربة الشيطان.
(والملائكة) : جمع تكسير، يجوز في فعله التذكير والتأنيث، وهو أحسن، تقول: قام الرجال وقامت الرجال، فمن قرأ:(فنادته الملائكة) ، فعلى تأويل الجماعة، ومن قرأ:(فناداه) ، أراد تنزيه الملائكة عن التأنيث، ردّاً على الكفار.
والمراد هنا: جبريل عليه السلام كقوله: يُنَزِّلُ الْمَلائِكَةَ بِالرُّوحِ، وَإِذْ قالَتِ الْمَلائِكَةُ يَا مَرْيَمُ، و (بشر) : فيها لغتان: التخفيف، وهي لغة تهامة، تقول: بَشَرَ يَبْشُر- بضم الشين في المضارع، والتشديد، وهو أفصح، تقول بَشْر يُبَشّر تبشيراً.
يقول الحق جلّ جلاله، مخبراً عن زكريا عليه السلام: هُنالِكَ أي: في ذلك الوقت الذي رأى ما رأى من الخوارق عند مريم، دَعا زَكَرِيَّا رَبَّهُ، فدخل المحراب، وغلق الأبواب، وقال في مناجاته: رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً، كما وهبتها لحنَّة العجوز العاقر، إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعاءِ أي: مجيبه فاسمع دعائي يا