مكية. وهى إحدى وخمسون آية. ومناسبتها لما قبلها: قوله: قُلْ كَفى بِاللَّهِ شَهِيداً «١» ، مع قوله: كِتابٌ أَنْزَلْناهُ فإنه تصريح بالشهادة له. أو: وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ، على تفسيره بالقرآن، مع قوله: كِتابٌ أَنْزَلْناهُ إِلَيْكَ.
الألف: آلاؤه، واللام: لطفه، والراء: رحمته. فكأنه يقول: بآلائنا ولطفنا ورحمتنا أنزلنا إليك كتابنا، ولذلك رتَّب عليه قوله:
كِتابٌ أَنْزَلْناهُ ...
قلت:(كتاب) : خبر، أي: هذا كتاب، و (بإذن) : متعلق بتُخرج، أو حال من فاعله، أو مفعوله. و (إلى صراط) : بدل من (النور) . (الله الذي) من رفعه فعلى الابتداء، والموصول خبره، أو خبر عن محذوف، ومن خفضه فبدل من (العزيز) ، و (الذين يستحبون) : صفة للكافرين أو نصب، أو رفع على الذم.
يقول الحق جلّ جلاله: أيها الرسول المحبوب، هذا كِتابٌ أَنْزَلْناهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ بدعائك إياهم إلى العمل به، مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ من ظلمات الضلال والجهل إلى نور الهداية والعلم، بِإِذْنِ رَبِّهِمْ بتوفيقه وهدايته وتسهيله، إِلى صِراطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ أي: لتخرجهم إلى نور العلم الذي هو سلوك طريق العزيز الحميد، التي توصل إلى رضوانه ومعرفته. وفي ذكر الوصفين إشارة إلى أنه لا يذل سالكه، ولا يخيب سائله، بل تحمد عاقبته.
ثم ذكر الموصوف بهما بقوله: اللَّهِ الَّذِي لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ أي: الموصوف بالعزة والحمد هو الله الذي استقر له ما في السمواتِ وما في الأرض مُلكاً وعبيداً. ثم ذكر وعيد من كفر بكتابه أو به،