الإشارة: طسم، الطاء تشير إلى طهارة سره- عليه الصلاة والسلام-، والسين تُشير إلى سيادة قدره، والميم إلى مَجَادة أمره، وهذا بداية الشرف ونهايته. أو: الطاء تشير إلى التنزيه للقلب، من حيث هو، والتطهير. والسين تشير إلى تحليته بالسر الكبير، والميم تشير إلى تصرفه في الملك والملكوت بإذن العلي الكبير. وهذه بداية السير ونهايته، فيكون حيئذ عارفاً بالله، خليفة رسول الله في العودة إلى الله، فإنْ حرص على هداية الخلق فيقال له:
قلت: الهمزة: للإنكار التوبيخي، والواو: للعطف على مقدّر يقتضيه المقام، أي: أَفعلوا ما فعلوا من الإعراض والتكذيب، ولم ينظروا إلى عجائب الأرض.. إلخ. و (كم) : خبرية منصوبة بما بعدها على المفعولية.
يقول الحق جلّ جلاله: أَوَلَمْ يَرَوْا أي: ينظروا إِلَى عجائب الْأَرْضِ كَمْ أَنْبَتْنا فِيها مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ أي: من كل صنف محمود كثير المنفعة، يأكل منه الناس والأنعام. وتخصيص النبات بالذكر، دون ماعداه من الأصناف لاختصاصه بالدلالة على القدرة والنعمة معاً. ويحتمل أن يراد به جميع أصناف النبات نافعها وضارها، ويكون وصف الكل بالكرم للتنبيه على أنه تعالى ما أنبت شيئاً إلا وفيه فائدة، إما وحده، أو بانضمامه إلى غيره، كما نطق به قوله تعالى: هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَّا فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً «١» فإن الحكيم لا يكاد يفعل فعلاً إلا وفيه حكمة بالغة، وإن غفل عنه الغافلون، ولم يتوصل إلى معرفة كنهه العاقلون. وفائدة الجمع بين كلمتي الكثرة والإحاطة، وهما «كم» و «كلّ» أنّ كلمة «كلّ» تدل على الإحاطة بأزواج النبات على سبيل التفصيل، و «كم» تدل على أنَّ هذا المحاط متكاثر، مفرط الكثرة، وبه نبّه على كمال قدرته.
إِنَّ فِي ذلِكَ الإنبات، أو: كل صنف من تلك الأصناف لَآيَةً عظيمة دالة على كمال قدرته، وسعة علمه وحكمته، ونهاية رحمته الموجبة للإيمان، الوازعة عن الكفر والطغيان. وَما كانَ أَكْثَرُهُمْ أي: أكثر قومه- عليه الصلاة والسلام- مُؤْمِنِينَ في علم الله تعالى وقضائه، حيث عَلِمَ أنهم سيصرفون عنه، ولا يتدبرون في هذه الآيات العظام. وقال سيبويه:«كان» : صلة، والمعنى: وما أكثرهم مؤمنين، وهو الأنسب بمقام