مكية. وهى مائة وإحدى، أو اثنتان، وثمانون آية. ومناسبتها لما قبلها: أنها رد على المشركين فى عبادة الأصنام، وانكارهم البعث، المختتم بهما السورة قبلها، فقال فى صدر هذه: إِنَّ إِلهَكُمْ لَواحِدٌ، ثم قال:
وَقالُوا إِنْ هذا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ أَإِذا مِتْنا ... «١» إلخ. قال تعالى:
يقول الحق جلّ جلاله: وَالصَّافَّاتِ صَفًّا، فَالزَّاجِراتِ زَجْراً، فَالتَّالِياتِ ذِكْراً، أقسم بطوائف الملائكة، الصافِّين أقدامهم في مراتب العبادة، كل على ما أمر به، فالزجرات السحاب سوقاً إلى ما أراد الله، أو:
عن المعاصي بإلهام الخير. أو: الشياطين عن التعرُّض لهم. (فالتاليات ذكراً) لكلام الله تعالى من الكتب المنزلة وغيرها، قاله ابن عباس وابن مسعود وغيرهما. وفيه رد على ابن الصلاح، حيث قال في فتاويه: إن الملائكة لا تقرأ القرآن، وإنما قراءته كرامة أكرم الله بها البشر. قال: فقد ورد أن الملائكة لم تُعط ذلك، فهي حريصة لذلك على استماعه من الإنس، كما نقله عنه في الإتقان، فانظره.
أو: بنفوس العلماء والعمال، الصافات أقدامها في التهجُّد وسائر الصلوات، فالزاجرات بالمواعظ والنصائح، فالتاليات آيات الله، والدراسات شرائعه. أو: بنفوس الغزاة في سبيل الله، التي تصف الصفوف، وتزجر الخيل للجهاد، وتتلو الذكر مع ذلك، لا يشغلهم عنه مبارزة العدو. و (صفاً) : مصدر مؤكد، وكذلك (زجراً) ، والفاء تدلُّ على الترتيب، فتفيد فضل المتقدم على المتأخر، فتفيد الفضل للصف، ثم للزجر، ثم للتلاوة، أو بالعكس.