قلت: يقال: عَبرت الرؤيا- بالتخفيف- عبارة، وهو أفصح من عبَّرت- بالتشديد- تعبيراً. واللام للبيان، أو لتقوية العامل لضعف الفعل بتأخيره عن مفعوله. والأصل: تعبرون الرؤيا. وأصل (ادكر) : اذتكر، فقلبت التاء دالاً مهملة، وأدغمت المعجمة فيها فبقيت دالاً. وإليه أشار ابن مالك بقوله:
في ادَّانَ وازدد وادَّكِرْ دالاً بَقِي «١» و (دأباً) حال، أي: دائبين، أو مصدر بإضمار فعله، أي: تدأبون دأباً. وفيه لغتان: السكون، والفتح.
يقول الحق جلّ جلاله: وَقالَ الْمَلِكُ وهو ملك مصر الذي كان العزيز وزيراً له، واسمه:«ريان بن الوليد» . وقيل:«مصعب بن الريان» ، وكان من الفراعنة- رُوي أن يوسف عليه السلام لما لبث في السجن سْبع سنين سجد، وقال: إلهي، خلصني من السجن. فكلما دعا يوسف أمنت الملائكة، فاتفق في الليلة التي دعا فيها يوسف أن رأى الملكُ تلك الرؤيا التي ذكرها بقوله: إِنِّي أَرى في المنام سَبْعَ بَقَراتٍ سِمانٍ خرجن من نهر يابس، وسبع بقرات عجاف- مهازيل- خرجن بأثرهن فابتلعت المهازيلُ السمان، وَسَبْعَ سُنْبُلاتٍ خُضْرٍ قد انعقد حبّها، وَسبعا أُخَرَ يابِساتٍ قد أدركت، فالْتوت اليابسات على الخضر حتى غلبن عليها. فلما رأى
(١) صدر البيت: (طاتا افْتِعَالٍ رُدَّ إثْرَ مُطْبقِ) . انظر باب الإبدال.