الإشارة: ما عرف الله حق معرفته مَن أثبت الكائنات معه، وهي ممحوة بأحدية ذاته، لا وجود لها معه على التحقيق، فالأرض قبضة أسرار ذاته، والسماوات محيطاتُ أفلاك أنواره، وبحر الذات مطبق على الجميع، ماحٍ للكل، وأنشدوا:
فَالْكُلُّ دون اللهِ إِن حقيقته ... عَدم عَلَى التفصيلِ والإجمالِ
يقول الحق جلّ جلاله: وَنُفِخَ فِي الصُّورِ النفخة الأولى فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّماواتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ أي: خرّ ميتاً، أو مغشياً عليه، إِلَّا مَنْ شاءَ اللَّهُ قيل: جبريل وميكائيل وإسرافيل وملك الموت، ثم يُميتهم الله بعد ذلك، وقيل: حمَلَة العرش، وقيل: خزَنة النار والجنة «١» .
ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرى هي النفخة الثانية. و «أخرى» : في محل الرفع صفة لمحذوف، أي: نفخ نفخة أخرى، فَإِذا هُمْ قِيامٌ من قبورهم، حال كونهم إذا فاجأهم خطب يَنْظُرُونَ يُقلبون أبصارهم في الجوانب