الخصلة الثالثة: التواضع والخضوع لله، ولمن دعا إلى الله، وهو سبب المحبة من الله، ورفع الدرجات عند الله قال صلى الله عليه وسلم:«مَن تَوَاضَعَ للهِ رَفَعَهُ، ومَن تَكَبَّر وَضَعَه الله» . وقال أيضًا:«مَن تواضعَ دُون قَدْره، رَفَعهُ الله فوقَ قَدْره» . بخلاف المتكبر فإنه ممقوت عند الله، مطرود عن باب الله قال تعالى:(إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْتَكْبِرِينَ) . وفي الحديث:«لا يدخل الجنة من في قلبه مثقال ذرة مِنْ خَرْدلٍ مِنْ كِبْرٍ»«١» ، أو كما قال صلى الله عليه وسلم، والتكبر: بَطَرُ الحق وغَمْطُ الناس، أي: جحد الحق، واحتقار الناس. والله تعالى أعلم.
قلت:(ماذا) ، يجوز أن يكون اسمًا واحدًا مركبًا منصوبًا ب (أَنْزَلَ) ، وأن تكون (ما) : استفهامية في موضع رفع بالابتداء، و (ذا) : بمعنى «الذي» : خبر، وفي أنزل ضميرٌ محذوف، أي: ما الذي أنزله ربكم؟ واللام في (لِيَحْمِلُوا) :
لام العاقبة والصيرورة، أي: قالوا: هو أساطير الأولين فأوجب ذلك أن يحملوا أوزارهم وأوزار غيرهم، وقيل: لام الأمر، و (بِغَيْرِ عِلْمٍ) : حال من المفعول في (يُضِلُّونَهُمْ) ، أو من الفاعل، و (تُشَاقُّونَ) : من قرأه بالكسر فالمفعول:
ضمير المتكلم، وهو الله تعالى، ومن قرأه بالفتح فالمفعول محذوف، أي: تشاقون المؤمنين من أجلهم. و (ظالِمِي أَنْفُسِهِمْ) : حال من ضمير المفعول فى: «تتوفاهم» .
(١) أخرجه مسلم فى (الإيمان، باب تحريم الكبر وبيانه) ، من حديث ابن مسعود- رضى الله عنه.