ثم قال القشيري: اعلم أن النفس حقيقة واحدة، غير متعددة، لكن بحسب توارد الصفات المتباينة تعددت أسماؤها، فإذا توجهت إلى الحق توجهاً كليّاً سميت مطمئنة، وإذا توجهت إلى الطبيعة البشرية توجهاً كليّاً سميت أمّارة، وإذا توجهت إلى الحق تارة، وإلى الطبيعة أخرى سميت لوّامة. هـ مختصراً.
رُوي أنهم لمَّا قصدوا دار لوط، وعالجوا بابها ليدخلوا، قالت الرسل للوط: خلّ بينهم وبين الدخول، فإنّا رُسلُ ربك، لن يصلُوا إليك. وفي رواية: لمّا مُنعوا من الباب تسوّروا الحائط، فدخلوا، فصفعهم جبريل بجناحه فتركهم عُمياً يترددون، ولا يهتدون إلى الباب، فأخرجهم لوط عُمياً. وقلنا لهم على ألسنة الرسل، أو بلسان الحال:
فَذُوقُوا عَذابِي وَنُذُرِ أي: وبال إنذاري، والمراد به: الطمس فإنه من جملة ما أُنذروا به.