وهو ابن العنطلة ينسب إلى أمه، وكان يأخذ حجرا يعبده فإذا رأى أحسن منه تركه وأخذه الأحسن.
وفيه نزلت: أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلهَهُ هَواهُ أي مهويّه قدّم المفعول الثاني لأنه أهم وجملة مَنِ مفعول أول لأرأيت أَفَأَنْتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلًا [الفرقان ٤٣] حافظا تحفظه من اتباع هواه لا.
وكان يقول: لقد غرّ محمد نفسه وأصحابه أن وعدهم أن يحيوا بعد الموت، واللَّه ما يهلكنا إلا الدهر ومرور الأيام والأحداث. فأكل حوتا مملوحا فلم يزل يشرب عليه الماء حتى انقدّ بطنه. ويقال إنه أصابته الذبحة. وقال بعضهم: امتخض رأسه قيحا.
قلت: القول الأول رواه عبد الرازق وابن جرير وغيرهما عن قتادة ومقسم مولى ابن عباس.
[الثالث: الأسود بن المطلب بن أسد بن عبد العزى.]
قال البلاذري رحمه اللَّه: كان هو وأصحابه يتغامزون بالنبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه ويقولون:
قد جاءكم ملوك الأرض ومن يغلب على كنوز كسرى وقيصر ثم يمكّون ويصفّرون. وكلّم رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بكلام شقّ عليه فدعا عليه رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أن يعمي اللَّه بصره ويثكله ولده فخرج يستقبل ابنه وقد قدم من الشام، فلما كان ببعض الطريق جلس في ظل شجرة فجعل جبريل صلى الله عليه وسلّم يضرب وجهه وعينيه بورقة من ورقها خضراء وبشوك من شوكها حتى عمي فجعل يستغيث بغلامه. فقال له غلامه: ما أرى أحدا يصنع بك شيئا غير نفسك. ويقال أن جبريل صلى الله عليه وسلم أومأ إلى عينيه فعمي فشغل عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلّم. ولما كان يوم بدر قتل ابنه زمعة بن الأسود، قتله أبو دجانة ويقال قتله ثابت بن الجذع، قتل ابنه عقيل أيضا، قتله حمزة بن عبد المطلب وعلي رضي اللَّه عنهما اشتركا فيه. وقيل قتله عليّ وحده رضي اللَّه عنه.
الرابع: مالك بن الطّلاطلة
- بطائين مهملتين الأولى مضمومة والثانية مكسورة- ابن عمرو بن غبشان- بضم الغين المعجمة وسكون الباء الموحدة بعدها شين معجمة- ذكره فيهم ابن الكلبي والبلاذري، وكان سفيها فدعا عليه رسول اللَّه صلى الله عليه وسلّم واستعاذ باللَّه من شره فعصر جبريل بطنه حتى خرج خلاؤه من بطنه فمات.