الأول: في لبسه صلّى الله عليه وسلّم قباء الدّيباج المفرّج- قبل التحريم- ثم تركه له.
روى عن عقبة بن عامر رضي الله تعالى عنه قال: أهدى لرسول الله صلى الله عليه وسلّم فرّوج حرير فلبسه، فصلى فيه، ثم انصرف فنزعه نزعا شديدا كالكاره له وقال:«لا ينبغي هذا للمتقين» .
وروى مسلم عن جابر رضي الله تعالى عنه قال: لبس رسول الله صلى الله عليه وسلم قباء ديباج أهدي له ثم أوشك أن نزعه فأرسل به إلى عمر رضي الله تعالى عنه فقيل: قد أوشك ما نزعته يا رسول الله، فقال:«نهاني عنه جبريل عليه السلام» ، فجاءه عمر يبكي، فقال: يا رسول الله، كرهت أمرا وأعطيتنيه فما لي؟ فقال:«إني لم أعطكه لتلبسه، إنما أعطيتكه لتبيعه» ، فباعه عمر رضي الله تعالى عنه بألفي درهم.
[الثاني: في إعطائه القباء لغيره.]
روى النّسائي عن المسور بن مخرمة رضي الله تعالى عنهما قال: قسّم رسول الله صلى الله عليه وسلم أقبية، ولم يعط مخرمة شيئا، فقال مخرمة: يا بنيّ انطلق بنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فانطلقت معه فقال: ادخل فادعه لي، فدعوته، فخرج إليه وعليه قباء، فقال: خبّأت هذا لك، قال: فنظر إليه فقال: «رضي مخرمة» .