- رضي الله تعالى عنه- قال:«كان بالمدينة مقعد، فقال لأهله ضعوني على طريق رسول الله- صلى الله عليه وسلم- إلى مسجده، قال: فكان رسول الله- صلى الله عليه وسلّم- إذا اختلف إلى المسجد سلم على المقعد، فجاء أهل المقعد، ليردوه إلى أهله فقال: لا والله لا أبرح من هذا المكان. ما عاش رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فابنوا لي خصا، فكان المقعد فيه، فكان كلما مر رسول الله- صلى الله عليه وسلّم- دخل وسلم على المقعد، وكلما أصاب رسول الله- صلى الله عليه وسلم- طرفة طعام بعث بها إلى المقعد، قال: فبينما نحن مع رسول الله- صلى الله عليه وسلّم- إذ أتى آت فنعى له المقعد، فنهض رسول الله- صلى الله عليه وسلم- ونهضنا معه حتى دنا من الخص، قال لأصحابه: «لا يقربن أحد من الخص غيري، فدنا رسول الله- صلى الله عليه وسلم- من الخص، فإذا جبريل قاعد عند رأس المقعد فقال جبريل: «يا رسول الله، أما إنك لو لم تأتنا لكفيناك أمره، فأما إذا جئت فأنت أولى به، فقام إليه رسول الله- صلى الله عليه وسلّم- فغسله بيده وكفنه، وصلى عليه وأدخله القبر» [ (١) ] .